مجتمع

صورته ألهبت مواقع التواصل.. أستاذ متعاقد يتحدث عن لحظة التدخل الأمني (فيديو)

بعد ظهوره في صورة وهو يقف أمام رجل أمن لحظة التدخل الأمني ضد مسيرة الأساتذة المتعاقدين بالرباط، أمس الأحد، كشف عثمان بن الطاهر، الأستاذ المتعاقد القادم  من مدينة بولمان للمشاركة في مسيرة “إسقاط التعاقد”، تفاصيل الصورة التي ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت كالنار في الهشيم.

بن الطاهر قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن اللحظة التي توثقها الصورة، كان أثناءها يركز في طريقة تعامله مع رجل الأمن الذي هم بضربه عبر “الهراوة”، قائلا: “وضعت يدي إلى الأسفل وأنا أقول: لن أعتدي عليك، لكن رغم ذلك ترى أساتذة تعرضوا لإصابات، ومنهم أستاذة تم الرفس عليها وضربها بالأحذية”.

وأوضح المتحدث أن المتظاهرين حاولوا ألا يقع بينهم وبين رجال الأمن أي صدام، مردفا القول: “لكن هناك بعض المسؤولين على رجال الأمن أصدروا تعليمات للتدخل، والهدف هو دفع الأساتذة لعدم الاحتجاج بطريقة سلمية، من أجل شرعنة التدخل الأمني في حقهم، وفي لحظة معينة أصبحت أتساءل: هل هناك إنسانية في من يقومون بضربنا؟”.

وأشار الأستاذ المتعاقد، إلى أنه تعرض لإصابة “شأنها شأن جميع الإصابات التي تعرض لها الأساتذة”، مضيفا: “لمن تشتكي حبة إذا كان القاضي دجاجة، نحن أبناء شعب ونحن الشعب”، متسائلا بالقول: “هل ذلك الأستاذ الذي تقوم بتدريسه وضربه، ألا تظن أنه لن يقوم بتدريس ابنك أو ابن أخيك؟ وهنا نعرف قيمة الأستاذ في المجتمع ومكانة التعليم”.

وعن ما تم تداوله من رشق المتظاهرين رجال الأمن بالقنينات، قال بن الطاهر، إن “الأساتذة لم ولن يرشقوا يوما بالقنينات، وهذه توجيهات توجد داخل التنسيقية، ولا يوجد شيء اسمه العنف ضد رجال الأمن، المسيرة كانت تضم مكونات أخرى غير الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد،حيث كان معنا نشطاء من حريكة 20 فبراير والنقابات التعليمية وبعض البلطجية”، وفق تعبيره.

وأمس الأربعاء، تظاهر آلاف الأساتذة المتعاقدين مدعومين بإطارات نقابية، في مسيرة حاشدة وصفها المحتجون بـ”الطوفان” الأبيض، قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريقها بمحاذاة القصر الملكي، ما خلف إصابات واعتقالات، حيث انطلقت المسيرة من ساحة 16 نونبر بحي حسان، مرورا بساحة باب شالة وباب الأحد وباب الرواح.

وعرفت المسيرة حضور آلاف المتظاهرين يمثلون الأساتذة المتعاقدين وعدد من النقابات التعليمية، كما شارك محتجون عن الملفات الفئوية، خاصة الأساتذة حاملي الشهادات وأساتذة “الزنزانة 9”، بالموازاة مع خوض إضراب وطني لأربعة أيام ابتداءً من أول أمس الثلاثاء وإلى غاية الجمعة، دعت إلى تنسيقية الأساتذة المتعاقدين.

ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالأوضاع التعليمية بالبلد، معلنين رفض التوقيع على العقود الملحقة للتعاقد التي وصفوها بـ”عقود الإذلال”، مطالبين بإدماجهم في الوظيفة العمومية وإسقاط قانون التعاقد، مرددين هتاف: “لا لشرعنة عقود الإذلال بالملحقات المشبوهة”، وفق تعبيرهم.

قوات الأمن التي نزلت بقوة أثناء المسيرة، حاولت منع المتظاهرين من الاستمرار في المسيرة بالشارع المحادي للقصر الملكي على مستوى باب الرواح، قبل أن يتحول الأمر إلى تدخل أمني استعملت فيه عناصر الأمن والقوات المساعدة، الهراوات وخراطيم المياه لتفريق المحتجين، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات، فيما تحدث المحتجون عن توقيف بعض الأساتذة، قبل أن يتم إطلاق سراحهم.

وشهدت المكان حالة فر وكر وصراخ، في وقت كانت فيه سيارات الإسعاف تنقل الأساتذة المصابين إلى المستشفى، حيث اتهم منظموا المسيرة أفراد الأمن بمنعهم من الوصول إلى مبنى البرلمان، في حين اعتبرت قوات الأمن أن المحتجين كانوا مصيرين على الاحتجاج بمحاذاة القصر الملكي وليس في اتجاه البرلمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *