إفران .. “سويسرا المغرب” بين إهمال وعشوائية وغلاء يغضب الزوار (صور)

تمتاز مدينة إفران بأجواء مناخية تسحر زوارها، ومناظر طبيعية خلابة يمكن اكتشافها ما بين حدائقها وبحيراتها وجبالها وأشجارها المتنوعة العالية، وهي مدينة صغيرة هادئة تجعل زائرها يندهش للوهلة الأولى من روعة المشاهد الطبيعية والمعمارية التي تزخر بها.

غير أن بعض مظاهر العشوائية والإهمال وغلاء الأسعار، تثير غضب السياح ساكنة المدينة على حد السواء، ما يجعلها نقطا سوداء في وجه المدينة الأبيض، فيما قدم رئيس الجماعة الترابية لإفران توضيحاته بخصوص هذا الموضوع.

“عشوائية وإهمال”

تنتشر بمدينة إفران عدد من المقاهي والمطاعم تابعة للسوق المركزي، دون ترخيص ولا مراحيض بها، حيث تنعدم فيها الجودة المفروضة مع تراك الأزبال متراكمة، موائد متناثرة هنا وهناك وفوقها عظام وأوراق ممزقة تحيط بها قطط وفئران “تؤنس” الزوار أثناء تناولهم الوجبات الغذائية.

خيوط كهربائية عارية بحديقة “لبريري” تهدد حياة المواطنين، وسط أوراق الأشجار الخريفية المتراكمة بالمكان، حيث تم اقتلاع أشجار وسط المدينة دون تعويضها، و5 مواقف للسيارات في الستينيات مقابل موقف واحد في سنة 2019، فضاءات خضراء شاسعة دون مرافق صحية، باستثناء 4 مراحيض عمومية محتشمة بالمدينة، وممرات الراجلين تهالكت وتحتاج للصيانة من جديد.

الجماعة “تعاني”

رئيس جماعة إفران هشام عفيفي، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن الجماعة تعاني بنفسها من مشكل انتشار مقاهي ومطاعم عشوائية، يشتكي الزوار من رداءة خدماتها وغلاء في أسعارها، خصوصا بالسوق المركزي الذي تم إنجازه في التسعينيات من القرن الماضي.

وأضاف عفيفي: “دفتر التحملات للسوق المركزي يتضمن دكاكين بحرف مختلفة، ومع مرور السنين الماضية تحولت هذه الدكاكين إلى مقاهي ومطاعم عشوائية دون ترخيص، وحتى الإسكافي حوَّل دكانه إلى مطعم في خرق سافر للقانون المنظم للسوق، والشيء الذي زاد في تفاقم الوضع المزري بالسوق هو الخلاف القائم بين التجار حول استغلال مساحات أكبر من الملك العام”.

وتابع المتحدث قوله: “وجدت هذا المشكل قائما عندما توليت مسؤولية الجماعة سنة 2015، مع عجز في الميزانية بـ 8 مليون درهم من الباقي استخلاصه، بسبب امتناع هؤلاء التجار من أداء واجب الكراء وغيرها، وجب علينا جميعا كمجلس جماعي وسلطات محلية وتجار، العمل على القيام بتحيين دفتر التحملات لأجل تسوية الوضعية القانونية لهذه المحلات المهمة، والحد من العشوائية التي تخدش جمالية المدينة السياحية عالميا”.

وأشار الرئيس إلى أن الجماعة “تشتغل على خلق مشروع واعد لتأهيل منتزه عين فيتال من طرف شركة التنمية المحلية تابعة للجماعة، يحسن من الخدمات داخل هذا الفضاء الأخضر، والحفاظ على هذا الموروث الطبيعي الهام، وذلك بإنجاز موقف للسيارات ومرافق صحية جيدة وممرات الراجلين وتسييج المنتزه وغيرها من المرافق الضرورية استجابة لطلبات الزوار”.

مراحيض عمومية

وأوضح المسؤول الجماعي، أن “الجماعة تعمل على قدم وساق في إنجاز مشاريع هامة لتأهيل داخل مدينة إفران وخارجها، ونحن الآن نشتغل كذلك على مشروع مهم في إعادة تأهيل بمحطة مشليفن باعتبارها أكبر محطة في التزحلق بإفريقيا، وذلك بخلق ثلج اصطناعي به”.

وأفاد عفيفي أنه تم تخصيص مبلغ مالي قدره 600 ألف درهم من طرف المجلس الجماعي لإنجاز 12 مرحاضا متنقلا، والأشغال متواصلة من طرف المقاول وأسابيع قليلة ستصبح جاهزة، “وسنعمل على تثبيتها في الأماكن العمومية الضرورية والتي تعرف مرور الزوار أكثر، وسنكلف أعوانا لصيانتها وفق ما سيسطر في دفتر التحملات لتسييرها”.