منتدى العمق

سيد الزوين.. نحو قطبي روحي لجهة مراكش اسفي

تحتل منطقة سيد الزوين مكانة كبيرة في المنظومة الدينية بالممكلة المغربية عامة و بجهة مراكش اسفي على وجه خاص ، فهي قطب ديني بامتياز و منارة روحية كبيرة باحتضانها إحدى كبريات المدارس القرآنية بالمغرب و التي تعمل على تعليم الطلبة كتاب الله تعالى و تلقين علومه الشرعية وفق منهجية حديثة جمعت بين التعليق العتيق والعصري .

سيد الزوين حملت اسم مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الله الشرادي الملقب بالزوين، و هي منطقة لها تاريخ يمتد إلى حوالي 200 سنة ، منطقة يمكن أن تعد منارة روحية بامتياز خصوصا بعد تأسيس المركب القرآني الكبير و تدشينه من طرف جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه سنة 1991 ، إذ منذ ذلك العهد أصبح لسيد الزوين صيتا جهويا و وطنيا ، بل و انتقلت أخباره إلى العالم العربي والإسلامي، لكن و للأسف الشديد لم تواكب المنطقة هذا الإقلاع الروحي بإقلاع تنموي يزيد من تقدم المنطقة و ترسيخ بصمتها في عالم التنمية محليا على الأقل.

في ظل هذا المعطى التاريخي و الديني يمكن أن نعتبر أن مسلسل التنمية بالمنطقة لا يمكن أن يخرج أو ينفصل عن هذه الركائز : الركيزة التاريخية للمنطقة، و الركيزة الروحية القرآنية.

لهذا فان الناظر في مسلسل بناء التنمية في المنطقة لابد أن يضع رؤية ثقافية بمنظور جلب أنظار العالم نحوها بالطريقة التي تحرك عجلة الاقتصاد و البناء و السياحة الدينية و العلمية … و مساهمة منا في هذا وضع برنامج اقلاعي للمنطقة يمكن رسم التصور الاتي :

اولا : لابد أن تنفتح المؤسسة القرآنية بسيد الزوين بشكل أوسع على المحيط الجهوي و الوطني و العالمي أيضا، و ذلك باحتضان أنشطة دورية في مجال الدراسات القرآنية عبر تنظيم الندوات والمحاضرات ، و الانفتاح على الجامعة و خاصة جامعة القاضي عياض بمراكش بحكم القرب و ذلك باحتضان مناقشات الرسائل العلمية كالدكتوراه و الماجستير و غيرها ، فهذا كفيل بإعطاء إشعاع قوية للمنطقة برمتها و المدرسة القرآنية على وجه خاص .

ثانيا : انفتاح المنطقة على المؤسسات العلمية التي تعنى بالتراث الثقافي و التاريخي و ذلك من خلال احتضان المؤتمرات العالمية و المسابقات الدولية في تجويد القرآن الكريم، و تلك التي تعنى بالتراث اللامادي الإنساني و مؤتمرات السلام و التسامح الديني ، فهذا من شأنه الدفع بالمنطقة دفعة قوية نحو رسم صورتها كقطب ديني عالمي و بالتالي تحريك مسلسل التنمية من خلال جلب الاستثمار في مجال السياحة الدينية و الفندقة و كل ما يرتبط بها من طرق و بنيات تحية .

ثالثا : أن يكون للمنطقة مهرجانا سنويا يخلد اسمها ظمن المهرجانات الوطنية وبخاصة على شاكلة مهرجان فاس الروحي ، لمن بصيغة محلية تراعي خصوصية المنطقة و المعطيات التي اسلفنا ذكرها .

ان منطقة سيد الزوين يمكن أن تكون نقطة تحول قوية في جهة مراكش اسفي باعتبار أن المنطقة تقع ضمن إقليم مراكش الذي يعتبر عاصمة السياحة العالمية بامتياز .

* فاعل جمعوي بمنطقة سيد الزوين / كاتب عام التنسيقية الدولية لمغاربة العالم فرع المغرب / باحث في الفكر الإسلامي وقضايا الشباب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *