خارج الحدود

وسط توسع الاحتجاجات.. بوتفليقة يوجه رسالة جديدة للجزائرين و”يحذرهم”

وجه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، اليوم الخميس رسالة للجزائريين يحذرهم فيها من “اختراق” الحراك الشعبي الحالي من قِبَل أي “فئة داخلية أو خارجية”، وذلك قبل يوم واحد من تنظيم مظاهرات جديدة غدا الجمعة، هي الثالثة من نوعها ضد ترشحه لولاية خامسة.

ودعا بوتفليقة “إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية التي -لا سمح الله- قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى، وما ينجرّ عنها من أزمات وويلات”.

وقال في رسالة نقلت مضمونها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية :”شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية، ووجدنا في ذلك ما يدعو للارتياح لنضج مواطنينا، بما فيهم شبابنا، وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعاً معيشياً”.

من جهة أخرى، رفض الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، التعليق على الاحتجاجات التي تعرفها الجزائر.

وقال الخلفي في الندوة الصحفية التي أعقبت انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، اليوم الخميس، ردا على تساؤلات الصحافيين بشأن موقف المغرب مما يجري في الجارة الشرقية، (قال) “لن أجيب عن هذا السؤال”.

ويرى محللون أن ما يحدث بالجارة الشرقية قد يكون له انعكاسات إيجابية حول ملف الصحراء المغربية والذي تلعب فيه الجزائر دورا مركزيا باحتضانها ودعمها اللامشروط للجبهة الانفصالية.

كما أنه قد تكون له تداعيات أخرى سلبية مرتبطة بما هو أمني على اعتبار أن المغرب معرض لانتقال عدوى هذه التوترات في ظل الاحتقان الاجتماعي الذي يعرفه المغرب والذي يعتبر تعثر الحوار الاجتماعي وتنامي الاحتجاجات المطلبية من أبرز تجلياته.

وفي هذا الإطار، يرى خالد يايموت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن المغرب سيستفيد من هذه الاضطرابات من جانب بسيط، وهو أن “الجزائر لن تقدر على أن تكون فاعلا قويا في ظل هذه الاضطرابات على المستوى الدولي والإفريقي وهذا مؤقت، وننتظر كيف سيتصرف الجيش الذي يمتلك خبرة كبيرة في إدارة الدولة وفي إيجاد الموارد وإدارة الاقتصاد وخبرة في إدارة السياسة”.

وبدوره قال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول، في حديث مع جريدة “العمق”، أنه “إذا كان الحراك الشعبي في الجزائر غايته ألا يترشح بوتفليقة فإنه محدود لأنه سيتسمر نفس النموذج السابق، أما إذا كان يتوخى تعديلا جذريا في منظومة مترهلة وفي شيخوخة واضحة قابلة للتغيير والتحول نحو منظومة حضارية مغاربية عربية إسلامية خدمة لهذه الأجندة الحضارية فأعتقد أن ذلك سيكون في صالح المغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *