مجتمع

بعد احتجاج مناهضي التطبيع .. مؤسسة لبنانية تسحب تكريمها لمغربية

أعلن المجلس الإنمائي العربي للمرأة والأعمال في لبنان، عن قراره بسحب وسام تكريم المغربية “بشرائيل الشاوي”، بعدما أثار تكريمها في إطار “جائزة بصمة قائدة” ما بين 7 و11 مارس الجاري، جدلا في صفوف مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني بالمغرب، خاصة في ظل الحديث عن وجود لقاءات تجمع الشاوي بقادة “إسرائيليين”.

وأعلن المجلس في بلاغ نشره على موقعه بالأنترنت، أن قراره بسحب تكريم السيدة المذكورة يأتي “تمسكًا بانتمائه الوطني والعربي، وحرصًا منه على سمعته وسمعة باقي المكرمات من السيدات العربيات وجميع المشاركين في الحفل”، معتبرا أن المجلس تعرض لـ”مزايدات إعلامية لاهفة خلف سبق صحافي على حساب كرامات الناس”، وفق تعبيره.

جاء ذلك بعدما أدن المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، بشدة عملية تكريم المرأة المذكورة، واصفة إياها بـ”فضيحة تطبيعية يقود ركبها المجلس الإنمائي العربي للمرأة و الأعمال في لبنان”، معتبرا أن الشاوي “واحدة من عتاة خدام التطبيع الصهيوني عبر عقدها لقاءات في قلب الكنيست الصهيوني مع قيادات الجيش الصهيوني ومخابراته ووزراء حكومة الإرهاب الصهيوني”.

المؤسسة اللبنانية نفت علمها بـ”زيارة السيدة المذكورة للأراضي الفلسطينية المحتلة كما يقال، ولقائها قادة العدو الغاصب، مع الإشارة إلى أن المجلس اتّبع الإجراءات القانونية اللازمة والمسبقة في هذا الشأن”، مستغربة ما سمتها “حملة الافتراءات والاتهامات الزائفة التي طاولته في هذا الأمر”.

وأوضح المجلس أن المغربية “بشرائيل الشاوي” كانت قد دخلت لبنان أكثر من مرة، كما أنها كُرّمت أواخر العام 2018 من قبل منظمة المرأة العربية خلال احتفال أقيم في مقر جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن علاقة المجلس تجاه هذه الجائزة “تقتصر فقط على فتح باب الترشح أمام سيدات الوطن العربي، وفتح المجال أمام الرأي العام للتصويت لمرشحة بلده، ما يعني أن السيدة الشاوي قد فازت بتصويت أهل المغرب أنفسهم”.

وقال البلاغ، إن المجلس الإنمائي العربي للمرأة والأعمال، “من أشدّ الحريصين على القضايا الوطنية والعربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهو من أبرز الرافضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاشم، كما أن عمل المجلس يقتصر على الجانب الإنمائي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والنهوض بواقع المرأة العربية، وهو بالتالي لا يملك أي أجندة سياسية”.

وفي بلاغ ثانٍ أصدره المجلس، قال فيه إنه “لدى اكتمال أسماء المرشحات العربيات واللبنانيات، قام برفع لائحة الأسماء إلى الجهات الأمنية والسلطات المعنية، جميعها دون أي اعتراض على أي إسم بالدخول الى لبنان وهذا من اختصاص الأمن في لبنان وليس من اختصاص المجلس الانمائي العربي”.

وأضاف: “يهمّنا التشديد على أننا في المجلس الإنمائي العربي للمرأة والأعمال، حريصون أشدّ الحرص على ألا يكون للمجلس أي تعاطٍ مع أي أجندة سياسية، لأن عمل المجلس إنمائي، ثقافي، اجتماعي، واقتصادي بحت”، مؤكدا أنه “بعيدٌ كل البعد عن السياسة والطائفية وعن الشأن الداخلي والأجندات السياسية للدول العربية كافة، وأن المجلس منظمة غير حكومية مستقلة تعمل لأجل المرأة العربية وتحفيزها على ريادة الأعمال”.

وكان المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، قد اعتبر أن الناشطة المغربية بشرائيل الشاوي “معروفة بارتباطاتها وعلاقاتها وخطواتها الصهيو-تطبيعية، وبقيادتها لوفود من عدد من عملاء التطبيع والصهينة بالمغرب نحو الكيان الصهيوني”، مشيرا إلى أنها “لا تمثل المثقفات المغربيات، ولا يمكن القبول بأن تكون هي الوجه الذي يتم تكريمه نيابة عن المرأة المغربية في عيد المرأة، خاصة في بلاد عانى و لا يزال من الإحتلال والإرهاب الصهيوني الهمجي”.

وطالب المرصد في بيان له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، من الجهات الحكومية في لبنان بالعمل على “تصحيح هذه السقطة الكبيرة الغريبة عن مواقف لبنان الدولة والشعب، برفض وطرد كل داعمي وعملاء الكيان الصهيوني الإرهابي الذي ارتكب مئات المجازر بحق لبنان”.

كما دعا المرصد ذاته، “كل القوى الشعبية في لبنان إلى الضغط بشكل مستعجل، اليوم قبل الغد، لتصحيح وشطب هذا الخطأ الكبير الذي يثير عدة تساؤلات عن الجهات الراعية لها، ومن قام باقتراح إسم “بشرائيل الشاوي” للتكريم في قلب بيروت، وبحضور مسؤولين حكوميين ضدا على ما هو معروف من قوانين وسياسات رسمية لبنانية ترفض أن يدخل كل من له صلات بالعدو الصهيوني للتراب اللبناني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *