وجهة نظر

هل يعرف الجيل الجديد الطيب الصديقي؟

منذ مدة استمعت إلى برنامج المواجهة للصحفي المقتدر بلال مرميد، مستضيفا الفنان المسرحي ميلود الحبشي يوم الجمعة 8 مارس 2019م، على قناة ميدي 1 تيفي، واستوقفني فيها حديث الأستاذ الحبشي على هرم المسرح المغربي الطيب الصديقي رحمه الله ووصف ما قدمه هذا الأخير لجيله “بالصدقة الجارية”، لأنه ترك حرفة لكل فنان وكاتب مسرحي.

الطيب، بحبه وولعه للمسرح علم أجيالا وترك ذاكرة مسرحية ليست بالهينة، لأنه نذر حياته للفن والثقافة بصفة عامة والمسرحالمغربي بصفة خاصة، مستلهما مواضيعه من مكونات التراث الشعبي بمختلف أنماطه(الملحون، الحكاية، الأمثال، الحكم، الألغاز..).

فهل يعرف الجيل الجديد أن الطيب الصديقي رحمه الله ساهم في التعريف بالمسرح المغربي وأضفى عليه طابع العالمية، بهويته المغربية وخصوصية الشعبية التراثية، ابن مدينة الصويرة المزداد بتاريخ 27 دجنبر 1938م، اشتغل ممثلا وسينمائيا وفنانا تشكيليا وشكل عدة فرق مسرحية وتولى منصب مدير فني للمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ثم مدير المسرح البلدي بالدار البيضاء (1965/1977) وعين لسنتين وزيرا للسياحة (1980/1982).

اقتبس الصديقي وترجمة أكثر من ثلاثين عملا دراميا، ودون أكثر من ثلاثين نصاً مسرحياً باللغتين العربية والفرنسية، ومثل في العديد من الأفلام العالمية أبرزها فيلم “الرسالة”، ومن أشهر أعماله المسرحية “مقامات بديع الزمان الهمداني”، و”سلطان الطلبة”، و”ديوان سيدي عبد الرحمان المجذوب”، و”مسرحية مولاي إدريس ومسرحية عزيزي”، ومسرحية “بين يوم وليلة” لتوفيق الحكيم، ومسرحية “المفتش”.

ومسرحية “الجنس اللطيف” المقتبسة عن أريستوفان، ومسرحية “الحسناء” التي اقتبسها الصديقي عن “أسطورة ليدي كوديفا” لجانكانول، ثم “رحلة شونغلي” لساشاكيتري، و”مولاة الفندق” المقتبسة عن “اللوكانديرة” لكولدوني، ومسرحية “الحراز” التي تعتبر من روائع الإرث المسرحي المغربي، التي جمعت بين الطيب الصديقي والمرحوم عبد السلام الشرايبي.

فهل يعرف الجيل الجديد الطيب الصديقي الذي أتمنى أن يبنى مسرح في ويسمى باسمه، لأنه أعطى الكثير للمسرح المغربي هو وزملائه أحمد الطيب لعلج، ومحمد سعيد عفيفي، مصطفى سلامات، محمد مفتاح، الشعيبية العضراوي،ونعيمة لمشرقي وثريا جبران وحسن الجندي والقائمة طويلة، هؤلاء تركوا لنا إرثا مسرحيا، وجب أن نفتخر به ونحرص على إيصاله للأجيال الصاعدة.

فهل تنبعث روح الصديقي من جديد، لميلاد مسرح مغربي نحتاجه اليوم أكثر من الماضي؟

باحث في التراث الشعبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *