وجهة نظر

“لغزالة زاكورة” في واشنطن .. قراءة في الدلالات والأبعاد

في أقل من أربعة أشهر على إطلاقها، بدأت أغنية “لغزالة زاكورة” لمبدعها القدير نعمان لحلو ومنتجها الطموح عبد الرحيم شهيد، تأتي أكلها المتعدد الألوان والمنابع والمنافع، وها هي اليوم وبعد المغرب وجاليته، تصدح في قلب واشنطن وسماءها، لتكون بوابة لشيء من الاعتراف والإنصاف لمدينة اسمها مقرون بالهامش والتهميش، وبوابة كذلك لعائد اقتصادي وسياحي وقبله عائد لا مادي لمن يعرف ويعي معنى الدبلوماسية والتثمين الثقافي والحضاري.

فأي دلالات لاختيار عمدة واشنطن لمدينة زاكورة للاحتفاء بها ضمن اليوم الذي خصص للمغرب، والذي كان مفتاحها الأغنية الجميلة للموسيقار الحُلو نعمان؟

بفضل جهود متكاثفة ظاهرة وغير ظاهرة، وفي مقدمتها ما قامت به الشبكة المغربية الأمريكية، برئاسة محمد لحجام، وعمل مبدع ومنتج تحفة “لغزالة زاكورة”، حل وفد من أرباب المقاولات من زاكورة من مجالات السياحة والطاقة والبناء والإعلام والخدمات، فضلا عن الوجوه الدبلوماسية والسياسية، تلك الكوكبة التي لم تدخر جهدا في التعريف والتواصل وتبادل الخبرات مع نظرائهم الأمريكيين، وطبعا يظل سؤال ماذا بعد حاضرا وبقوة.

بلغة التواصل والدبلوماسية الشعبية، تم من داخل فندق “ويلر” وهو فندق ضارب في الثقل والرمزيات، فهو أول فندق خرجت من كلمة “اللوبيين” بأمريكا، كما أنه كان الوجهة المفضلة للراحل الحسن الثاني، فمن داخله تم التعريف بزاكورة ثقافة وتراثا، كما حضرت القضية الوطنية خطابا وصورة وقيادة عليا، وسط جمع قارب المائة من مسؤولين أمريكيين بواشنطن ومغاربة أمريكيا ومدعوين من كندا وولايات أخرى، وهي جلسة لم ترفع إلا على أنغام المبدعين نعمان لحلو وحسن حكمون.

زاكورة ستكون أيضا عروس لأيام بمهرجان كبير بمدينة ألكسندريا شهر يونيو المقبل حيث المايسترو القرطاوي سيكون نجم تلك الأيام، رفقة الفنان التشكيلي محمد بنور، وأيضا ممثلون عن الصناع التقليديين ومكونات أخرى، وما تزال هذه البلدة من خلال الأغنية تفتح مجالا تلوى الآخر، قد لا يكون آخره يوم لواشنطن في زاكورة وحضورها على امتداد 11 سنة المقبلة في أمريكا، باعتبارها المدينة المؤسسة، هكذا يسخر الله لهذه البلدة الآمنة فرصا لم يتوقعها أكثر المتفائلين بالأغنية، في وقت لم يجد بعض بني جلدتها إلا الحقد والحسابات الصغيرة لتصريفها.

لم يكن عبثا أيضا الحضور القوي للسود الأمريكيين في هذا اليوم المخصص لزاكورة، فقد عكس نوعا من التواصل العميق على قاعدة الانتماء الإفريقي، ونوع من الممارسات العنصرية القديمة الجديدة عند أنصار مارتن لوثر بأمريكا أولا، كما المغرب على حد سواء، حتى وإن كان الأمر عندنا في دائرة المسكوت عنه، غير أن لمحة سريعة على مشهدنا العام سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا وغيرها تشي بالكثير.

لم يمل الصديق نعمان لحلو من التأكيد على عبارة أغنية “لغزالة زاكورة”، ستعيش منذ التواصل الأولي وهو يخط ويجمع ويراجع ويجود كلماتها، هكذا جمع الطموح والجد والعمل والإبداع ثلة من العقول والسواعد لوطن ومدينة وأغنية، ردهم الأساسي على كل عرقلة أو تشويش هو من مبادرة إلى أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *