أخبار الساعة، مجتمع، مغاربة العالم

لتقوية روابطهم الثقافية.. وزارة الهجرة تنظم الدورة الثانية لشباب الجالية

تنظم الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، بشراكة مع مجلس جهة بني ملال-خنيفرة وجامعة السلطان مولاي سليمان، الدورة الثانية للجامعة الربيعية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، تحت شعار “المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك”، وذلك من 10 إلى 14 أبريل 2019 بمدينة بني ملال.

وأفاد بلاغ للوزارة أنه على خلاف الدورات السابقة التي احتضنتها مدن كبرى، سيتم إعطاء الانطلاقة الرسمية لهذه النسخة بالجماعة القروية فم الجمعة، التي تقع بمنطقة الأطلس الكبير، والتي تتميز بتقاليدها وعاداتها العريقة وتنوعها الثقافي، مكونة بذلك رمزا للتعايش بين مختلف الثقافات والأديان.

واعتبرت الوزارة حسب بلاغها، توصلت “العمق” بنسخة منه، الشباب فئة مهمة بين أفراد الجالية المغربية، وأنها بهدف توسيع العرض الثقافي الموجه لهم،  تمت بلورة برنامج الجامعات الثقافية، الذي تم تطويره انطلاقا من تجربة الجامعات الصيفية، التي تميزت مختلف دوراته منذ بدايته سنة 2009 بمشاركة العديد من شابات وشباب مغاربة العالم.

وتأتي هذه الأيام في إطار تفعيل استراتيجية الوزارة الموجهة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، من أجل تقوية روابطهم ببلدهم المغرب، عبر ثلاثة محاور أساسية، وهي المحافظة على الهوية المغربية لمغاربة العالم، وحماية حقوقهم ومصالحهم، وتعزيز مساهمتهم في تنمية بلدهم المغرب.

وقد عملت الوزارة المكلفة على بلورة عروض ثقافية جديدة ومتنوعة تواكب احتياجات مغاربة العالم وتراعي مختلف خصوصياتهم وتطلعاتهم، حيث تمت ترجمتها إلى العديد من الأنشطة والبرامج التي يتم تنفيذها داخل المغرب وبلدان الاستقبال. وفي هذا الصدد، تم تقديم ما يفوق 200 عرضا مسرحيا، خلال الموسم 2017/2018 لفائدة المغاربة المقيمين بعدد من بلدان الإقامة بكل من أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.

وأخذ بعين الاعتبار للدور الذي يلعبه العمل المسرحي في الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية بمختلف روافدها، فقد تم إغناء هذه البرنامج بجولات مسرحية ناطقة باللغة الأمازيغية، في إطار شراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حيث يتم حاليا تقديم 51 عرضا مسرحيا أمازيغيا بعدد من البلدان الأوروبية.

كما بادرت الوزارة إلى إحداث مراكز ثقافية مغربية بعدد من بلدان الإقامة، من شأنها أن تشكل فضاءات لتأطير أبناء الجالية المغربية وتعريفهم بثقافتهم الأصل، والإسهام في الحفاظ على هويتهم، منها المركز الثقافي “دار المغرب” بمونتريال الذي يوفر حاليا للمغاربة المقيمين بكندا بمختلف شرائحهم عرضا ثقافيا متنوعا وغنيا.

كما تم التوقيع في هذا الصدد على اتفاقية شراكة مع مؤسسة الثقافات الثلاث بإشبيلية بغية تطوير أنشطة ثقافية وفنية تخدم مصالح مغاربة العالم، وسيتم مستقبلا افتتاح مركزين ثقافيين بكل من باريس وأمستردام.

هذا، وتنظم وزارة الهجرة خلال الفترة الصيفية من كل سنة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 و13 سنة، المنحدرين من أسر مغربية معوزة، برنامج المخيمات الصيفية الذي يتم تنظيمه بتعاون مع العديد من الشركاء من القطاعين العام والخاص، بهدف “تمكينهم من توطيد ارتباطهم بأرض الوطن وتعزيز تشبثهم بثقافتهم وهويتهم المغربية فضلا عن تسهيل اندماجهم وتواصلهم مع نظرائهم الأطفال المغاربة بأرض الوطن”.

وأشار البلاغ إلن أن اختيار موضوع “المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك” كشعار للدورة الثانية من الجامعة الربيعية “لم يكن بمحض الصدفة، وإنما جاء لاعتبارات متعددة. فالمملكة المغربية شكلت على مر العصور أرضا للحوار ونموذجا يحتذى به في التسامح واحترام الآخر، هذه القيم الكونية جعلت من المغرب بلدا متعددا ينفرد بتنوع ثقافي ولغوي استثنائي، تنصهر فيه كل مكوناته العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.

وقد سمحت هذه التعددية الثقافية، التي تم تكريسها بشكل صريح في ديباجة دستور المملكة لسنة 2011، لمختلف شرائح المجتمع المغربي العيش في جو يسوده التسامح والاحترام المتبادل، حسب البلاغ ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *