خارج الحدود

الجنسية المغربية قد تطيح به.. هذ هو الرجل الذي سيحكم الجزائر مؤقتا (وثيقة)

يثير خبر توّلي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئاسة البلاد، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب معلومات تحدثت عن حيازته للجنسية المغربية، الأمر الذي يخالف الدستور الذي ينص على ضرورة التمتع بالجنسية الجزائرية الأصلية.

ويُعتبر عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري منذ 17 سنة والذي ينص الدستور على أن يضطلع بمهام رئيس الدولة بالنيابة بعد استقالة رئيس الجمهورية، من نتاج نظام عبد العزيز بوتفليقة.

وتداولت المنصات الاجتماعية، وثيقة مستنسخة من الجريدة الرسمية المؤرخة في أول فبراير 1966، تشير إلى أن عبد القادر بن صالح، تحصّل على الجنسية الجزائرية رفقة عائلته، بموجب مرسوم مؤرخ في 30 ديسمبر 1965 طبقا لشروط المادة 13 من القانون رقم 96-63 المؤرخ في 27 مارس1963 المتضمن قانون الجنسية الجزائرية.

ويرى جزائريون، أنّ توّلي بن صالح منصب الرئاسة خلفا لبوتفليقة، غير ممكن دستوريا، بسبب حمله للجنسية المغربية إلى جانب جنسيته الجزائرية، معتبرين أنه من الشروط الواجب توفرها في أي شخص يريد أن يكون رئيس دولة هو أن تكون لديه جنسية جزائرية منذ ولادته، بينما يرى آخرون أن هذه الشروط لا تطبّق، إلاّ في حال انتخاب رئيس الجمهورية، وليس عند تعيينه لفترة محدّدة، بينما كذبّ آخرون المعلومات المتداولة.

وتحدثت تقارير فرنسية في عدّة مرات، عن أصوله المغربية، وقالت إنه اكتسب الجنسية الجزائرية، بالتجنّس في سبتمبر 1965، عندما كان عمره 24 عاما، لكنّه نفى ذلك، وقال إنّه من أبوين جزائريين، حيث أنّ الدستور الجزائري، ينّص في شروط الترشح للرئاسة، على أنّ أيّ شخص، حصل سابقا على جنسية أجنبية، معرّض للإقصاء.

وبن صالح من مواليد 24 نونبر 1941 بقرية في تلمسان القريبة من الحدود المغربية، وهو منذ شبابه مسؤول في النظام الذي أسسه حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان الحزب الوحيد الحاكم بين 1962 حتى 1989، وقد مثّل بن صالح بلاده أخيرا في القمة العربية التي انعقدت في تونس في 31 ارس الماضي.

وشغل مناصب عدة، فكان نائبا وسفيرا وموظفا وزاريا كبيرا. ويصفه موظف في مجلس الأمة بأنه رجل دائم الابتسام إجمالا، لكن قادر على أن يكون بغاية القسوة، ويصفه رجل سياسي عمل معه بأنه لا يملك موهبة خاصة في الخطابة، مشيرا إلى أن وفاءه للنظام وبُعده عن الأضواء ساهما في إبقائه في السلطة فترة طويلة.

والتحق عبد القادر بن صالح بجيش التحرير الوطني الذي كان يقاتل الاستعمار الفرنسي (1954-1962)، وهو في عمر 18 سنة، وكانت الدعاية السياسية من بين مهامه.

ولدى استقلال البلاد في 1962، غادر الجيش ليكمل دراسته في كلية الحقوق بجامعة دمشق، قبل عودته إلى الجزائر في 1967 للعمل صحافيّاً في يوميّة الشعب في وقت كانت الدولة تحتكر قطاع الإعلام.

وبعد مسيرة في الصحافة الحكومية، تخلّلتها فترة أقل من سنتين كمراسل في الخارج، انتُخب بن صالح نائبا في المجلس الشعبي الوطني للمرة الأولى في 1977. ثم أعيد انتخابه مرتين، كما تولى مسؤولية رئاسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس لمدة عشر سنوات.

في 1989، غادر البرلمان ليبدأ مسيرة دبلوماسية قصيرة، إذ عيّن سفيرا للجزائر لدى المملكة العربية السعودية ثم مديرًا للإعلام وناطقًا رسميًا باسم وزارة الشؤون الخارجية في 1993.

وفي 1994، أصبح رئيس المجلس الوطني الانتقالي (برلمان المرحلة الانتقالية) الذي أُنشئ بعد حلّ البرلمان وإلغاء الانتخابات التشريعية (دجنبر 1991- يناير 1992) التي فاز بدورها الأول حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

في 1997، كان من بين مؤسسي حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي فاز في السنة نفسها بالانتخابات التشريعية، فعاد نائبا مرة أخرى ورئيسا للمجلس الشعبي الوطني الذي تحول إلى الغرفة الأولى للبرلمان بعد إنشاء مجلس الأمة في دستور 1996.

بعد خمس سنوات، عيّنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عضوا في مجلس الأمة ضمن “الثلث الرئاسي” في مقابلة الثلثين الآخرين اللذين يتم اختيار أعضائهما بالاقتراع غير المباشر. وانتقل بذلك من رئاسة الغرفة السفلى إلى رئاسة الغرفة العليا في 2002، وهو المنصب الذي يشغله إلى اليوم، والذي يجعل منه الرجل الثاني للدولة.

وبحسب الدستور، يخلف رئيس مجلس الأمة رئيس الجمهورية في حالات الوفاة أو الاستقالة أو المرض الخطير والمزمن.

وكما في 2013، بعد بروز احتمال رحيل بوتفليقة عن الحكم نتيجة إصابته بجلطة في الدماغ في 2013 ومكوثه الطويل في مستشفى في باريس، حصل أخيرا جدل في الأوساط الإعلامية حول شرعية تولي بن صالح للرئاسة بالنيابة.

ويدّعي معارضوه أنّه مغربي الجنسية أصلاً وتمّ تجنيسه في سنوات 1960، وهذا مانع لتولي الرئاسة في الدستور الجزائري. لكنّ بن صالح كذّب ذلك وأكد أنه جزائري المولد والجنسية، كما جاء في سيرته الرسمية المنشورة في موقع مجلس الأمة.

وسيكون على بن صالح خلال الفترة الانتقالية تنظيم انتخابات رئاسية حساسة في بلد يشهد منذ أكثر من شهر حركة احتجاجات غير مسبوقة من متظاهرين يصرون على رحيل كل النظام الذي يخدمه بن صالح بإخلاص منذ أكثر من أربعين عاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *