أخبار الساعة، مجتمع

سياسيون يشرحون الوضع السياسي بالمغرب في ندوة بجامعة الجديدة (صور)

عبد الغاني مموح – طالب باحث

التأم سياسيون لمناقشة الوضع السياسي المغربي، مساء أمس بجامعة شعيب الدكالي، ضمن أسبوع الملتقى الطلابي الوطني السادس عشر الذي ينظمه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة الجديدة.

وحضر هذه الندوة التي خصص لها عنوان “مألات المشهد السياسي المغربي في ظل التحولات الراهنة”، كل من المعطي منجب، وفؤاد عبد المومني، ورشدي بويبري.

وفي مداخلته، شخص المعطي منجيب الواقع السياسي بالمغرب وتطوراته خلال مراحل تاريخية من عهد السلاطين السابقين، وعرض تاريخا مفصلا لكل هذه القوى منذ عهد السلطان اسماعيل “وكيف وقف العلماء أمام استبداده وغطرسته إلى القوى الممانعة اليوم كاليسار المغربي في عهد الحسن الثاني، ومنها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي وقف ضد استبداد الملك”، معتبرا أن المغرب يضم قوى تمانع وقوى تسيطر.

وأشار الأكاديمي المغربي إلى أن الحركة الإسلامية تصدت للاستبداد بكل فصائلها، واعتبرها “من أهم القوى الممانعة التي تجاوزت هدف النضال لبناء الدولة الدينية إلى بناء الدولة المدنية، مما جعلها تلتقي مع اليسار في أمل خلق جبهة استراتيجية ضد الكتل التي يخلقها المخزن والتي لا تملك أهدافا يمكن أن تجعل منها قوة حقيقية”.

واسترسل قائلا: “الآن منذ سنة 2011 أصبحنا أمام قوى ممانعة جديدة قوتها في الشباب، وترى المصالح المجتمعية أولوية”، وأضاف أن “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أصبح القوة الأساسية للوقوف في وجه الطغيان المخزني”.

وفي نفس السياق، أكد أن حراك 2011 أفرز قوى ممانعة جديدة هي قوى الشباب المتعلم والمثقف والواعي بأن ساعة الديموقراطية قد آنت في المغرب، حسب قوله.

بدوره اعتبر رشدي بويبري، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان وعضو أمانتها العامة، أن “الواقع المغربي تتنازعه إستراتيجيتان، الأولى مخزنية والتي تمتلك كل الإمكانيات، والثانية إستراتيجية مقابلة، والتي أسميها في هذه اللحظة بالمقاومة المجتمعية”،

وشخص هذه الإستراتيجيات في مجموعة من الصور التي نراها واضحة في واقعنا المغربي الحالي، واعتبر أن مساحة المبادرة التي كسبها النظام المخزني مؤخرا يمكن أن يستعيدها الشعب المغربي إن توحدت القوى الفاعلة والممانعة، ووحدت الوجهة، كما وجه في رسالة مفادها أن الحسم في الصراعات السياسية لا يتم بالقوة بل بإيمان أصحاب القضية بقضيتهم ويقينهم بعدالتها.

وذهب بويبري إلى أن “المخزن يتعامل مع الشعب المغربي بمنطق العبد والسيد، والشعب ينبغي أن يبقى في دائرة الطاعة والمنة والصدقة”.

وأضاف قائلا: “هناك جبهة حقيقية لمقاومة الفساد والاستبداد، وذلك من خلال ثلاثة تجليات: سخط اجتماعي واضح يتم التعبير عنه كل يوم، وتهاوي الثقة في النظام، إضافة إلى كسر حاجز الخوف وجرأة الشعب لمخاطبة المسؤول ومحاسبته”.

وانتقد القيادي البارز في الجماعة ما قال عنه “حرص النظام على إرضاء الخارج على حساب الداخل، من خلال تمكين الاستعمار الغربي من كل مفاصل الدولة، وهو ما نتج عنه تهاوي رصيد الثقة السياسية والاجتماعية في النظام الحاكم”.

وختم بويبري مداخلته بمجموعة من الحلول الأساسية لتقوية هذه الجبهة، وهي “ضرورة إعادة القوة السياسية المهيكلة النظر عاجلا في بعضها البعض وضرورة الاصطفاف السياسي”، والذي اعتبره عاجلا ومُلحاّ، مشددا على “ضرورة دعم جميع المبادرات كيفما كان حجمها بشرط أن يكون مصدرها شريفا ومبدأها سلميا”.

واعتبر أن تكاثف جهود الجميع لوقف النزيف ضرورة المرحلة لأن الجهود القائمة الآن ضد الفساد و الاستبداد قادرة إن تهيكلت وتنظمت وصوبت الوجهة قادرة على أن تزيح الفساد و الاستبداد، على حد قوله.

أما فؤاد عبد المومني فقد افتتح كلمته بإحصائيات ترصد واقع الشعب المغربي، والمستوى الاقتصادي للدولة على جميع المستويات، كما عرج على بعض مجالات الاستثمار التي تؤدي إلى هدر الميزانية، ونبه إلى أهم المشاكل التي لا تساعد على تقدمنا حسب أوراق رسمية هي الرشوة، إضافة إلى ا”لريع وإنفاق الخزينة المغربية على الأسلحة الثقيلة، وأيضا الاستثمارات غير المنتجة التي تنفق على الصحراء”، قائلا: ”هذا وضع غير قابل للاستمرار”.

الحقوقي البارز والناشط السياسي قدم توجيها للقوى الممانعة لهذا الفساد والاستبداد قائلا: “الآن هناك جبهة للتغيير موضوعية، لكن يجب أن تتحول إلى فاعل ذاتي من خلال الإجابة عن سؤال: ماذا ستقدم للشعب المغربي؟ أظن أننا لا يمكن أن نقنع المغاربة و المغربيات بفعل مجتمعي موحد إلا إذا وضعنا أرضية وبرامج واضحة ومطمئنة “.

ولفت عبد المومني في هذا السياق إلى أنه ”من أكبر مشاكل الاستبداد أنه يخلق الغباء“، وأضاف ”المستبد لديه من الغرور ما يجعل آذانه صماء عن مخالفيه، ولديه من السلطة و البطش ما يرهب معارضيه”.

وختم مداخلته قائلا: ”إما أن نصل إلى أنظمة نابعة من الإرادة الشعبية، وتتابعها الإرادة الشعبية، وتحاسبها الإرادة الشعبية، وإما سنظل في صندوق مغلق إلى يوم سينفجر فيه الوضع“.

وشهد حفل الافتتاح للملتقى الطلابي الوطني السادس بجامعة شعيب الدكالي، أول أمس الإثنين، تحت شعار “فعل طلابي مجتمعي موحد من أجل تعليم عمومييصون الهوية ويصنع الريادة”، المنظم من 1 إلى 6 أبريل 2019، حضور منظمات طلابية عربية وإفريقية وأوربية.

وسيعرف الملتقى تنظيم المناظرة السادسة في التعليم والتعليم العالي، على أن تنظم ندوة حقوقية يوم الخميس بحضور أسماء وازنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *