منتدى العمق

الوجه الآخر لكلية الآداب بالرباط

تعيش كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط واقعا استثنائيا مختلفا عن باقي كليات المملكة المغربية، ففي الوقت الذي تلقى فيه المحاضرات في هذه الأخيرة بشكل عادي يتماشى مع ماهو متعامل به في قانون الجامعات، فإن كلية الآداب بالرباط وهنا أقصد طلبتها يعانون من مشكلة ظهرت مؤخرا برحاب الكلية، وتتمثل في أعمال الصيانة التي استهلت الأشغال بها ابتداء من 15 مارس 2019 و كانت الغاية من ورائها استبدال نوافذ بعض القاعات خصوصا وأن النوافذ القديمة غدت بالية لا تصلح لشيء ناهيك عن أسقف القاعات و أرضياتها و طلائها و جدران الكلية بصفة عامة.

إلى هنا كل شيء جيد ، فمن منا لا يحب أن يدرس في جو مريح، وفي فضاء يصلح لأن يكون محلا للدراسة، و لكن أن تستمر الأشغال لأزيد من شهر فهذا هو الشيء الغريب هنا، خصوصا وأنها تتزامن مع مراحل الدراسة، و كما يعرف الجميع بخبايا هذه الكلية فهي بمثابة خلية لطلبة الماستر و الدكتوراه والندوات….

بما أن عدد القاعات قليل مقارنة بما يجب أن تكون عليه، فإن هاته الأشغال ترتب عنها إلغاء مجموعة من الحصص التي كان ينبغي أن تجرى مع مستهل الدراسة بعد أسبوع من العطلة، وهو الأسبوع الذي كان من المفروض أن تتكاثف فيه المجهودات من أجل الانتهاء من الأشغال، ولكن يبدو أن أشغال البناء كانت هي الأخرى في عطلة، الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل هنا أين هي الإدارة و أين المسؤولون عن إدارة الشؤون الداخلية للكلية، وصراحة باستثناء عاملات النظافة اللواتي يقمن بواجبهن

كل صباح ومساء على أكمل وجه بالإضافة إلى بعض الإداريين فإن الباقي مجرد أشباح بشرية تحضر بأجسادها و تغيب ضميرها المهني.
وفي النهاية أقول إنه يجب إعادة النظر في الطريقة التي تسير بها هاته المؤسسات التي تضرب كنموذج و مثال للنظام والإلتزام وغيرها من الأمور الجميلة، إلا أن الواقع شيء آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *