سياسة

المغرب يدعو روسيا إلى دعم المواقف العربية حول فلسطين

دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، روسيا إلى دعم الموقف العربي في ما يخص القضية الفلسطينية، “وخاصة في ضوء التطورات المحبطة، والحفاظ على ثوابت تسويتها، المتمثلة في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المرجعيات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم كل الجهود الرامية الى الحفاظ على مقومات الحل العادل والشامل والدائم”.

جاء ذلك في كلمة له خلال الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي الروسي، اليوم الثلاثاء بالعاصمة الروسية موسكو، حيث افتتح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المنتدى بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، و14 وزير خارجية عربيا، من ضمنهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

وشدد بوريطة على أن “الدور الروسي ضروري لتهيئة الظروف المناسبة لإيجاد حل سياسي مناسب للأزمة السورية، أخذا بعين الاعتبار التطورات على أرض الواقع، والحاجة إلى دور عربي أكثر فعالية، وضرورة جعل النقاش حول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية عنصرا محفزا للمضي قدما في حل الأزمة السورية، بما يضمن استقرارها ووحدتها والتجاوب مع تطلعات مختلف مكونات الشعب السوري”.

وأضاف أن الدور الروسي سيكون عاملا مساعدا للعودة إلى مسلسل الحوار بين الأطراف الليبية تحت إشراف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بما يضمن مخرجا حقيقيا للأزمة الليبية وفق اتفاق الصخيرات وبعيدا عن الحلول العسكرية والتدخلات الخارجية غير البناءة، وفق تعبيره.

وأكد الوزير على تطابق المواقف العربية والروسية حول العديد من القضايا العربية الملحة، منوها باتزان مواقف روسيا وتشبثها بمبادئ القانون الدولي الذي من شأنه أن يعزز مسلسلات الحوار والتسوية السلمية ويفضي الى إرساء السلم والأمن والاستقرار في المنطقة العربية.

ولفت إلى أن منتدى التعاون العربي الروسي يكتسي أهمية خاصة، بالنظر إلى أن روسيا هي فاعل أساسي في القضايا العربية الملحة كالأزمة السورية، وعامل توازن مطلوب في القضية العربية المركزية التي هي القضية الفلسطينية، إلى جانب دورها كشريك رئيسي وموثوق به في العلاقات الثنائية مع العديد من الدول العربية، بما في ذلك المغرب.

وأشار بوريطة إلى أن المغرب يدعو إلى وضع إطار شراكة عربي روسي مبتكر، وإطلاق مبادرات يمكن أن تؤثر على مجريات الأحداث، داعيا إلى أن يواكب هذا المنتدى “المكتسبات التي تحققت على المستوى السياسي والدبلوماسي في إطار هذا المنتدى، عمل على تطوير الشراكة الاقتصادية والتعاون الثقافي والعلمي”.

وتابع قوله: “طموحنا بعد عشر سنوات من اطلاق المنتدى هو الانتقال من منتدى للتشاور والحوار الى إطار لعلاقات شراكة قادرة على ابتكار واطلاق مبادرات من شأنها التأثير على مجريات الاحداث بما ينسجم مع طموحاتنا في تحقيق السلم والأمن والتنمية لشعوبنا ولمنطقتنا”.

وفي هذا الصدد، أعرب بوريطة عن دعم المغرب لخطة العمل الثنائية للفترة الممتدة من 2019 الى 2021، التي تتضمن شقين أساسيين، أولهما اقتصادي وثانيهما ثقافي، بما في ذلك قضايا مثل الأمن الغذائي، والتعاون بين الجامعات، ونقل التكنولوجيا، والتوصل بين الشباب وتشجيع السياحة.

وقال أيضا، إن المملكة المغربية تظل منخرطة بقوة في قيم منتدى التعاون الروسي العربي من منطلق علاقات الشراكة القوية التي تربطها بروسيا، مبرزا أن المغرب مقتنع بدور روسيا في إرساء أسس نظام عالمي متوازن، وأهمية العلاقات العربية الروسية المبنية على أسس عمرها قرون وعلاقات حضارية ومصالح مشتركة.

وسجل الوزير أن التعاون المغربي الروسي عرف طفرة نوعية إثر زيارة الملك محمد السادس لموسكو في مارس 2016، والتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية المعمقة والعديد من الاتفاقيات ذات البعد التنموي التي ترجمت إلى نتائج ملموسة، أدت سنة 2018 الى الرفع من حجم المبادلات التجارية بنسبة 100 في المائة مقارنة بعام 2017.

وينعقد المنتدى في إطار السعي لدعم الحوار وعلاقات التعاون بين الجامعة العربية والشركاء الدوليين، أخذا بعين الاعتبار الاهتمامات والأولويات المشتركة التي تجمع الجانبين العربي والروسي في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *