سياسة، مجتمع

بعد زياة الملك لفاس .. 4 وزراء يجتمعون لتتبع ترميم 8 مدن عتيقة

اجتمع 4 وزراء بحكومة العثماني، أمس الثلاثاء بالرباط، لتتبع أشغال برنامج إعادة تأهيل وتثمين المدن العتيقة بالرباط وسلا وفاس ومكناس ومراكش والصويرة وتطوان والدار البيضاء، ضمن لجنة القيادة المركزية، بحضور الكتاب العامين والولاة والعمال، وذلك بعد الزيارة الملكية للمدينة العتيقة لفاس، أول أمس الإثنين.

وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، قال في تصريح للصحافة عقب هذا الاجتماع، إن الملك محمد السادس من خلال زيارته لمدينة فاس، أعطى تعليماته بأن ترميم المباني التاريخية داخل المدن العتيقة يتعين أن يكون وفقا لشروط معينة، وبالخصوص الطابع المعماري واستعمال المواد الخاصة بكل مدينة على حدة.

وأوضح الوزير أن ذلك جاء من أجل الحفاظ على هذا الطابع وعدم تحريفه والخروج عن النسق العام لتلك لمدن، لافتا إلى أن هذا الاجتماع الذي حضره وزراء الأوقاف والإسكان والثقافة، يأتي من أجل توضيح هذه الرؤية وحتى تكون المدن التي تحتضن أشغال الترميم اليوم وفق هذا الأسلوب، وفق تعبيره.

وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، قال إن هذا الاجتماع “يروم الوقوف على مسألة أساسية تتعلق بالترميم الجاري بالمدن العتيقة، مبرزا أن هذه المدن تشكل “جسمنا الحضاري والثقافي والديني، وأن الشواهد التي تحتوي عليها من مآثر ومباني تاريخية، سواء أكان مساجد أو مدارس أو مباني أو فنادق، هي التي تمثل جزءا من تاريخنا وتشهد عليه بجماليته وبجدية الذين اشتغلوا عليه وعبقريتهم وأنهم خلفوا هذه الشواهد التي تدل على هذه العبقرية”.

واعتبر التوفيق أن الملك محمد السادس يرعى منذ سنوات إعادة هذه المدن إلى رونقها، مشيرا إلى حرص الملك على ضخ نفس جديد في هذا البرنامج، مع الحرص على “أن ترمم المآثر والمعالم في المدن كما كانت، دون أن يطالها تبخيس أو تشويه، وحتى تظل تحمل تلك الشواهد التاريخية”.

من جهته، أشار وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة عبد الأحد الفاسي الفهري، إلى إن الهدف من الاجتماع هو تقييم البرنامج المرتبط بتأهيل وتثمين عدد من المدن العتيقة وكذا كيفية تثمين والحفاظ على موروث شاهد على حضارة وتاريخ عريقين.

وشدد الفاسي على أن هذا البرنامج يتضمن جوانب اجتماعية تهم تحسين ظروف عيش الساكنة، وبعدا اقتصاديا من شأنه تقوية جاذبية المدن من النواحي السياحية والتجارية، كما أن له أهمية خاصة حضارية ومجتمعية، حسب قوله.

واعتبر أن “الترميم ليست قضية إبداع وجمالية في حد ذاتها، وإنما هي كيفية الحفاظ على مجموعة من الخصائص التي تميز المدن العتقية”، مؤكدا على الأهمية التي تكتسيها عدد من المعايير والضوابط التي يتعين احترامها في هذا المجال. وأشار في هذا الإطار إلى أن “هناك وضعية صعبة وهشة لا تزال قائمة”، قائلا “إن علينا أن نرممها ونثمنها احتراما لعدد من الضوابط والركائز الخاصة بكل مدينة”.

وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، كشف في كلمتها على أنه “وتنفيذا للتعليمات الملكية الرامية إلى العناية بالموروث الثقافي والتراث المعماري للمدن العتيقة، تم التنسيق بين القطاعات الحكومية حتى تكون هناك مقاربة شمولية تستحضر دائما أصالة هذه المدن كالأساليب والأدوات المرتبطة بالبناء وكذا كل ما يتعلق بالهندسة المعمارية الأصيلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *