تقرير: جاذبية التكوين المهني دون المستوى المطلوب لدى المستهدفين

سجل تقرير صادر عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن “جاذبية التكوين المهني، تظل دون المستوى المطلوب لدى الجمهور المستهدف منه، والذي تنظر إليه فئة كبيرة من هذا الجمهور، بمثابة مسار متخصص للمتعلمين في وضعية فشل دراسي، مما يحد من اختياراتهم من حيث استراتيجية النجاح الشخصي”، لافتا إلى أن “تراتبية المسالك داخل منظومتنا تؤدي إلى توجيهه نحو التكوين المهني قائم على الإخفاق الدراسي”.

التقرير المعنون بـ”التكوين المهني الأساس-مفاتيح من أجل إعادة البناء”، والذي تم تقديمه صباح اليوم الجمعة بالرباط، أظهر أنه “بالرغم من كون التكوين المهني يشكل بديلا يُيسر الولوج من أجل الاندماج المهني، فإنه لا يزال يعتبر خيارا لمن لا خيار له ممن فشلوا في مسارهم الدراسي، ومسارا لا يفتح للارتقاء الاجتماعي”.

وأبزر التقرير ذاته، أن أهم النقائص التي مازالت قائمة بالنسبة لجاذبية التكوين المهني، تتجلى أساسا في ضعف قدرته على إثبات الإمكانات التي يتيحها من حيث الإدماج الاجتماعي والنجاح المهني”.

وأوضح المجلس أنه حسب الدراسة التي أجرتها الهيئة الوطنية للتقييم، حول تصور التكوين المهني، “ورد التعبير عن التلازم بين التكوين المهني والفشل الدراسي في صيغ متعددة. منها إنه اختيار لمن ليس له اختيار، إنه ملجأ الفشل، إنه ملجأ التلاميذ ذوي المعدلات الضعيفة، وتلاحظ هذه النظرة السلبية بشكل أكبر لدى تلامذة التعليم الإعدادي، بينما تقل لدى متدربي التكوين المهني، كما خلصت الدراسة إلى أن تمثلات التكوين المهني أصبحت أكثر تعقيدا، إذ إنها ترتهن بالفاعلين وبالرهانات المعقودة على هذا القطاع”.

ومن جهة أخرى، يعتبر المشغلون أن “الجامعة تقوم بتخريج طلبة تابعوا برامج دراسية نظرية، مما يقصيهم من الحصول على فرص الشغل في العديد من المجالات، في حين أن خريجي التكوين المهني يتمكنون من ولوج الشغل في قطاعات مختلفة، ويؤكد هؤلاء المشغلون على نقطتي ضعف أساسيتين نقص في التجربة وفي التداريب الميدانية لدى الخريجين”.

كما يعتبرون، وفق التقرير، أن “العلاقة مع المقاولة لا تزال ضعيفة ويسجلون كذلك انعدام التجهيزات والوسائل التكنولوجية الحديثة في العديد من المراكز، وهو ما ينال من صورة التكوين المهني الذي ينظر إليه باعتباره متجاوزا”.