منوعات

الصديقي: المشاركة في الحكومات أنهكت اليسار.. ولا بديل عن الوحدة

اعتبر عبد السلام الصديقي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن تراجع اليسار في الساحة السياسية المغربية، مرده إلى “مشاركته في الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من أن هذه المشاركة السياسية كانت بهدف خدمة المصالح العليا للبلاد، لكن جهود تدبير الشأن العمومي كان لها تأثير سلبي على علاقة أحزاب اليسار بالمواطنين وقربها منهم”.

وأوضح الصديقي في مقال نشره على جريدة “بيان اليوم”، أن مشاركة أحزاب اليسار في الحكومات المتعاقبة، جعلها تفقد قاعدة واسعة من المواطنين المتعاطفين معها، والذين تحولوا باتجاه التيارات الشعبوية أو اختاروا أسوأ من ذلك الانضمام إلى تيار العزوف والعدمية، مؤكدا أن تلك المشاركة أنهكت اليسار المغربي بشكل واضح.

وشدد الصديقي في مقاله المعنون بـ “اليسار.. لا بديل عنه”، على أنه “في ظل الوضع الذي تعيشه بلادنا في الوقت الراهن، بات من الضروري حضور تيار يساري قوي أكثر من أي وقت مضى. لكن للأسف، الأمر ليس كذلك. لقد تم إضعاف اليسار المغربي وتشتيت مكوناته بحيث أضحى عاجزا عن المواجهة وعن تقديم الحلول كما كان يفعل في الماضي”.

وأبرز أن “هذا التراجع لا يعني اليسار المغربي وحده بل يندرج في سياق عالمي يتسم بهجوم كاسح وغير مسبوق للنيوليبرالية فضلا عن صعود التيار الشعبوي والحركات المتطرفة التي لا تعدو أن تكون في الحقيقة سوى المولود غير الشرعي لليبرالية الجديدة”، مضيفا أن “انغماس اليسار المغربي في العمل الحكومي جعله ينشغل بالتدبير اليومي للشأن العام على المدى القصير ويهمل بالتالي التفكير في القضايا الإستراتيجية التي تُساءل العالم حاليا”.

واعتبر أن استمرار تعلق الفكر اليساري بعقيدته ومبادئه التي ميزته في عصره الذهبي، أدى إلى جعل “صوت اليسار غائبا أو غير مسموع في سياق عالم يتطور ويتغير بسرعة كبيرة وفي ظل إشكالات وتحديات جديدة، هذا في الوقت الذي عرفت تيارات وحركات أخرى، وعلى رأسها التيار المتطرف، كيف تغتنم الفرصة لفرض وجودها وسيطرتها حتى ولو تطلب منها ذلك التحالف مع الشيطان”.

وأشار إلى أن السبب الآخر في تراجع اليسار “يعود إلى النزيف والانقسام الذي عانت منه مكونات اليسار والتمزق الداخلي الذي تعيشه حاليا أيضا، وإلى الانشقاقات التي حتى وإن كانت مبررة إلى حد ما في بعض الأحيان، إلا أنها لم تكن مبنية على أسس موضوعية أو راجعة بالفعل إلى اختلافات سياسية جوهرية. بل على العكس من ذلك، ظلت مرتبطة بأسباب غير موضوعية وبصراعات شخصية بعيدة عن صراع الأفكار والمشاريع”.

ودعا وزير التشغيل السابق، اليسار أن يسارع بشكل مستعجل إلى العودة لمكانه الطبيعي، “ذلك أن عليه أن يتواجد في قلب الدينامية المجتمعية وفي قلب الكفاح من أجل الديمقراطية وتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية والمجالية. فلديه الوسائل والطريقة للقيام بذلك مع ضمان الحفاظ على المصالح العليا للأمة. ولكن يجب عليه، أولا، أن يقوم، بعزم وشجاعة، بإعادة النظر في بعض الممارسات والنظر جيدا في المرآة”، وفق تعبيره.

وأوضح المصدر ذاته، أن طريق عودة اليسار إلى الواجهة يمر أولا عبر “تحيين “زاده” الإيديولوجي في ضوء ما يشهده العالم من تطور، لجعله جذابا للشباب الذي لم يعش عصر الحرب الباردة ولا عايش النضال من أجل الاستقلال ولا المسيرة الخضراء”، داعيا ضمن اقتراحه الثاني إلى “عدم التسويف على مستوى الأداء الديمقراطي الداخلي. فلا يمكننا أن نطالب الآخر بمزيد من الديمقراطية إذا لم نكن نتوفر عليها على مستوانا. مصداقية اليسار على المحك”.

أما مقترحه الثالث لإخراج اليسار من أزمته فيكمنُ في “أن ينجح حيث فشل في الماضي، وأن يحقق الحلم العزيز على قياداته التاريخية والمتمثل في الوحدة. أي الوحدة في العمل، دون هيمنة، وفي احترام للتنوع”، مشيرا إلى أنه “لأجل بلوغ ذلك، على اليسار أن يتجاوز الصراعات الصغيرة والهامشية التي تزيدها سلوكيات الأنا تفاقما”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    بل أنهكته السرحة لأن بعض الوزراء كان همهم الوحيد هو سرحة بنادم بدل خدمة الوطن والمواطنين كان مايهمهم سوى مصالحهم ومصالح أسرهم وذويهم لهذا بدلا من سرح بني آدم من الأفضل لهم أن يذهبوا لسرح الأغنام والجديان أو الجمال