سياسة

أكاديمي يثمن ديبلوماسية المغرب في تقزيم أطروحة البوليساريو بأمريكا اللاتينية

اعتبر الأستاذ الجامعي في العلاقات الدولية خالد شيات، أن قرار سحب حكومة السلفادور لاعترافها بالجمهورية الوهمية البوليزاريو، “يعكس التحول الإيديولوجي في دول أمريكا اللاتينية كما يعكس أيضا نجاح الديبلوماسية المغربية في تقزيم حضور أطروحة البوليساريو بين هذه الدول”.

وأوضح شيات في تصريح لـ”العمق”، أن سحب الإعتراف بالجمهورية الوهمية، “بفضل الدبلوماسية المغربية في طابعها الاقتصادي، والمزايا الخطابية التي اقترحها المغرب على هذه الدول. إضافة إلى طبيعة الأنظمة السياسية لهذه الدول التي أصبحت شيئا فشيئا تتبنى الأطروحة الديموقراطية بعد انهيار المعسكر الشرقي”.

وزاد الأستاذ الجامعي بجامعة الحسن الأول بوجدة موضحا أن “منظومة شراء المواقف لم تعد كافية ولا فعالة دبلوماسيا، بل ما تحتاجه الدول اليوم هو العمل الاقتصادي المبني على الربح لكل الأطراف، والتخطيط والاستراتيجي الذي يملك رؤية حقيقية تنموية تساهم في تنمية هذه الدول والرفع من مستويات استثماراتها في المغرب”.

مضيفا أنه “كلما سنحت فرصة انتقال الأنظمة نحو الديمقراطية، كلما تعقدت على خصوم الوحدة الترابية للمغرب إمكانية شراء الذمم والمواقف بشكل ريعي، تماما عكس ما تقوم به ديبلوماسية المغرب، والتي تقترح نماذج تنموية متبادلة ربحية لصالح الدول، تتناسب مع سياسته الخارجية”.

وقال المتحدث، “إن الدول الكبرى ذات المنظومات الديمقراطية، عموما ما تكون في مواقفها متوازنة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، إذ ليس هناك اعتراف بأي جمهورية، كما ليس هناك دعم مباشر للمغرب، وهذا يعكس طبيعة منظومتها، لأنها تجد صعوبة في الحكم على جميع المسارات السياسية”.

كما ثمن شيات “الإزاحة التي قام بها المغرب في دول أمريكا اللاتينية في قضايا الوحدة الترابية، خاصة وأنها جاءت في سياق يميني تعيشه كثير من الدول الأوروبية والأمريكية، الأمر الذي يستدعي من الديبلوماسية المغربية التعامل بحذر على مستوى السياسي الداخلي، لأن الديمقراطية أصبحت تتراجع وسط خطابات اليمينية والشوفينية”.

وفي تعليقه عن قدرة المغرب في سحب اعترافات من العدد من الدول التي كانت تقف بجانب الكيان الوهمي البوليساريو، قال شيات إن تلك الدول “فهمت أن المغرب بوابة اقتصادية أساسية على مستوى إفريقيا، وحتى على مستوى العالم العربي كما جاء على لسان رئيس السلفادور”.

وتابع المتحدث كلامه؛ “كلما كانت سياسات المغرب متناسبة مع السياسات الإقتصادية للدول، كلما كان هذا لصالح التحولات على المستوى السياسي، ونحن نعلم أن الدول التي لا تعترف بمغربية الصحراء لم تكن مواقفها مبدئية، بل كانت دائما مرتبطة بالريع الديبلوماسي، الذي تدفع به الجهات المعادية للوحدة الترابية للمغرب، عبر شراء المواقف السياسية مقابل عدم الاعتراف بمغربية الصحراء”.

يشار إلى أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، قد أعلن يوم السبت المنصرم، بعاصمة السلفادور،سان سلفادور، أن المغرب مستعد لفتح صفحة جديدة من التعاون جنوب-جنوب مع السلفادور، وفقا لتوجيهات الملك محمد السادس.

كما أن الرئيس السلفادوري، نجيب بوكيلي، قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، يومه السبت المنصر، إن بلاده، وبقرارها قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع البوليساريو، “الكيان الافتراضي”، تصطف “إلى جانب بقية العالم باحترام سيادة المغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *