مجتمع

الديالمي يقترح تصورا لتحويل المغرب إلى دولة “علمانية إسلامية”

اقترح السوسيولوجي عبد الصمد الديالمي، تصورا لتحويل المغرب إلى دولة علمانية إسلامية، يرتكز أساسا على تعزيز الحريات الفردية، وذلك عبر إزالة فصول من مجموعة القانون الجنائي تُجرم العلاقات الجنسية الرضائية، وحريات المثليين، وإنشاء أسر مثلية، والخيانة الزوجية، وغيرها، زاعما أن الدولة إذا كان الدين مصدرا من مصادر قوانينها فهي دولة غير ديمقراطية.

الأستاذ الجامعي، خلال ندوة علمية نظمتها حركة “ضمير”، حول موضوع “الحريات الفردية: بين التحولات المجتمعية والمرجعية الدينية”، أمس الخميس 4 يوليوز 2019، ويستمر ليوم غد، بقاعة المحاضرات بالمكتبة الوطنية بالرباط، أوضح أن العلاقة الجنسانية قبل الزوجية انتقلت من مفهوم الزنا إلى مفهوم الفساد إلى مفهوم الحرية الفردية.

وقال الأستاذ الباحث “إنه قبل وضع القانون الجنائي سنة 1962 كان المفهوم السائد هو المفهوم القرآني “الزنا”، ثم انسلخنا إلى مفهوم الفساد، وبعد نهاية التسعينيات دخلنا إلى العلاقة الجنسانية قبل الزوجية كحرية فردية”، موضحا أن العلاقة الجنسانية توجد ممزقة بين مرجعية إسلامية، ومرجعية قانونية، ومرجعية حقوقية إنسانية.

وأوضح الأكاديمي أن تحريم الزنا ينصب بالأساس على الفتاة العازب وليس الفتى الأعزب، مشيرا إلى أن الفتى المسلم له إقامة علاقات جنسية “حلال”، عبر الرق الجنسي مع جارية متأتية من الإرث أو الشراء أو السبي، مشددا على أن القول بالإمساك عن الجنس قبل الزواج غير وقعي، مستندا على بحث ميداني لوزارة الصحة أكد قيام 65 بالمائة من الشباب بالجنس قبل الزواج.

وهاجم الباحث في علم الاجتماعي حركات الإسلام السياسي بسبب تعاملها مع الحريات الفردية واعتبرهم القانون الجنائي ومدونة الأسرة خيانة للشريعة، موضحا أن هناك رفضا لمفهوم الحقوق الجنسية من قبل بعض الفاعلين لضمان أنظمة إسلاموية، داعيا إلى تقديس الحياة الخاصة عبر مبدأ الستر الإسلامي.

وطالب الديالمي بإخراج زنا المحصن من القانون الجنائي، موضحا أن تأخر القانون عن الواقع يعبر عن بؤس جنسي بالمغرب، مشددا على ضرورة علمنة الجنسانية وإجراء تسوية بين الفاعلين الجنسين، مع توسيع مفهوم حقوق الإنسان، موضحا أن من شأن ذلك التقدم وامتلاك سلاح لمناهضة الدولة القطرية كدولة استبدادية جنسية إلى العالمية المفتوحة.

وشارك في الندوة المنظمة بشراكة مع المكتبة الوطنية ومؤسسة فرريش ناومان الألمانية مجموعة من المثقفين والأكاديميين من قبيل التونسي يوسف الصديق، والمغاربة أمنة بوعياش، ومحمد عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص)، وامحمد جبرون، وأحمد عصيد، وعز الدين العلام، وعائشة الشنا، وعبد السلام الطويل، وممثل مؤسسة فرريش ناومان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    نحن في المغرب لا نحتاج لاستيراد مثل هذه الأفكار الليبرالية البعيدة عن هويتنا وقيمنا السمحة السليمة التي أفسدتها عوامل سياسية في سوء تدبير الشأن العام. هذا الجسم الغريب، «المؤسسة الألمانية التي تتبع مبادئ اللاهوتي البروتستانتي فريدريش ناومان (1860-1919).» هو نفسه منبثق من أسس دينية تحولت الى ليبيرالية تنعم في الفحشاء والمنكر. هذا ليس تشددا مني وإنما هي تجارب مرت بها أمم سابقة أباحت الحريات الدينية والجنسية فدمرت عن آخرها. مهما تكن عبقرية الأشخاص الذين يشاركون في مثل هذه الندوات والمؤتمرات والحوارات التي نحن في غنى عنها، فهذا لا يعني انهم يمتلكون الحقيقة القصوى، فهم بشر يصيبون و يخطئون. فالرد عليهم واجب ديني وأخلاقي وإلا سيجدون الساحة فارغة لنفث أفكارهم في عقول السذج، مستعملين كلمات ومصطلحات غليظة لا معنى لها إلا ما يريدونه هم. أرى أن أغلب ما يركز عليه هؤلاء المفكرين هو «الجنس»!! و لذا أسالهم: «ما الذي يمنعكم ان تمارسوا ما شئتم وأمركم إلى الله تعالى، وان كتم تدعون الحرية، فاتركوا للآخرين حرياتهم ولا تملوا عليهم "تعاليمكم" المشبوهة!!؟ تقيمون الأرض ولا تقعدونها لتقدموا لشعب أو شعوب غالبيتها من العوام، وهمهم الوحيد هو قوتهم اليومي!!!؟ انشروا هذا في بيوتكم أولا واجعلوا منها أوكارا لللبرالية والحرية الجنسية والمثالية وتبادل الزوجات والبنات والغلمان...إلخ. همكم الوحيد هو فروجكم واشباع رغباتكم الجنسية، قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) ».

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    اتق الله اسي الديالمي، الحسن الثاني رحمه الله قال لا يوجد علماني اما ان تكون مسلما أو كافرا. لا يوجد أي مذهب يسمى علماني، هاؤلاء هم الامتديننين وسموا أنفسهم علمانيين. هده أسماء لم نسمعها الا بعد دخول الاستعمار إلى الدول الاسلامية، مند القدم لم يكن سوى الاسلامين والكفار واليهود والمسيحيبن، لم يكن علماني الا في هذا العصر وهو اسم استعماري. عمري حوالي ٧٠ سنة وكلمة علماني لم اسمعها الا في هذا القرن.