وجهة نظر

عودة إلى نتائج الرياضة بالمغرب .. هذا الفشل فماذا بعد؟

استمعت لمسؤول في واجهة تدبير المجال الرياضي وهو يبرر صرف 55 مليار سنتيم في سنة واحدة على مجال واحد من الرياضة وهو كرة القدم. وأظن أن أي مستمع له لا يمكن إلا أن يستنتج الملاحظات التالية أو أكثر:

1- قال في البداية أنه سيعرض الأرقام بالدرهم لأن عرضها بالسنتيم يظهرها ضخمة!!!

طبعا إن التقويم الحقيقي في أذهان عموم الشعب يكون أبلغ عند الحديث بما يفهمون ويعيشون. ولهذا فاختيار المسؤولين عرض أرقام المال بالدرهم هو للتخفيف من هولها وضخامتها عندما يتعلق الأمر بالفشل.

2- أي رقم في المالية العمومية لا يأخذ قيمته من حجمه مجردا، إنما قيمته من نجاعة تدبيره والنتائج المحصلة من صرفه. وبهذا المعيار، وبرصد النتائج الكارثية في كل المجالات الرياضية، يجعل تقويم صرف سنتيم واحد جريمة مكتملة الأركان تقتضي المحاسبة الصارمة والشاملة لكل المسؤولين عن هذه النتائج حسب درجات المسؤولية الرئيسية والمشاركة، خصوصا باستحضار حالات العود والتكرار والإصرار على هدر المال العام بلا نتائج إيجابية.

3- آن الأوان للقطع النهائي مع محاولات استغباء الذكاء الجمعي الشعبي؛ إذ لم تعد تنطلي عليه اللعبة القديمة بتسليط الضوء الكاشف الملون المتراقص على منطقة محددة صغيرة وتصويرها في غاية الإبهار لتركيز النظر عليها لاستجلاب إحساس عام بالرضى من خلال الجزء على الكل ولإخفاء ما وراء نقطة الضوء من مساحات هائلة للعتمة.

الذكاء الشعبي، وهو المنفتح على ما يجري في العالم، أصبح يدرك أن تقويم الرياضة لا يمكن حصره في ربح مقابلة أو التأهل لدور أو تتويج بطل أو بطلة من عقد إلى آخر. إنما التقويم الحقيقي لا يكون إلا ضمن كل أبعاده المرجوة من الرياضة قيميا وتربويا وترفيهيا واقتصاديا واجتماعيا، ولا سبيل لهذا إلا ضمن بنية صالحة خالية من الفساد، أو على الأقل متقلص فيها إلى أدنى الدرجات المسيجة بسياج حاد من آليات الشفافية والنزاهة والمحاسبة القانونية للجميع، أقول للجميع، ويبتدئ الأمر من السياسة العليا في تدبير نمط الحكم ويعم باقي المجالات.

من غير هذا فإنه فساد في فساد يجر من فشل إلى فشل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *