سياسة

باحث: الصحراء قتلها العمل المشهدي والانفصال ابن “انكسارات” الدولة

قال الفاعل الجمعوي والباحث في شؤون الصحراء شغالي حريش إن “الصحراء قتلها العمل المشهدي”، داعيا إلى تأسيس الترافع على مغربية الصحراء على معطيات علمية متينة، كما اعتبر أن الانفصال الذي ظهر في الأقاليم الجنوبية “ابن لانكسارات الدولة” على حد تعبيره.

وأوضح شغالي أن التعاطي العلمي مع تاريخ الصحراء المغربية يُظهر أن الأزمة ساهمت فيها “أخطاء ومشاكل الدولة”، إلى جانب المؤامرات الخارجية، التي شدد على أنها ليست السبب الوحيد، كما أبرز أن التعاطي العلمي مع التاريخ يبرز تناقضا مع التعاطي السياسي القائل إن “المشكل مفتعل”.

شغالي الذي شارك بمداخلة في فعاليات الملتقى الوطني الثاني للترافع حول مغربية الصحراء الذي تنظمه الوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، شدد على أن ظهور الحركة الانفصالية لا تكون مجرد مؤامرة خارجية فقط، بل تكون كذلك نتيجة لـ”انكسارات الدولة”.

وفرق شغالي بين ثلاث مستويات من الانفصالين، حيث أوضح أن هناك “فكر انفصالي أصيل”، وهناك “مغرر بهم”، ثم “المدفوع دفعا”، وشدد على عدم استسهال “القناعة الانفصالية الأصيلة” التي أبرز أنها “تلحق كل بناء دولة أو أزمة دولة”، وأن ظهور النزعة “يؤشر بقوة على أن الاجتماع السياسي تتخلله تعاقدات ضعيفة أو غير مقنعة”.

وأشار إلى أن “النزعة الانفصالية الأصيلة” تستدعي التعامل معها بالموضوعية والجرأة الكافية، والتصدي لتداعياتها في الإعلام والديبلوماسية، وفي قناعة المتعلمين والمثقفين، وكذا صناع الرأي والناشطين المدنيين، ومواجهة حملة هذه النزعة بإظهار “صدقها وتفهم هذا الصدق”، وإبراز “تناقضاتها وتهافتها وزيف إدعاءاتها”، وكذا تبيان “مسببات النشأة وأسباب الاستمرار”.

شغالي، في مداخلته التي حملت عنوان “مركزية الأدلة التاريخية في تجويد مضامين وآليات الترافع عن مغربية الصحراء”، اشترط أن يمتلك من يريد المنافحة عن قضية الوحدة الوطنية والمرافعة على مغربية الصحراء، معرفة تاريخية وتصورا كاملا عن تاريخ المنطقة ودروها في القصة الوطنية ككل، على حد تعبيره.

وشدد على أن قضية الصحراء تعد قضية مغربية صرفة “مهما تقوى التفسير بالسياق الإقليمي ونظرية الاستهداف”، مردفا أن “ظهور النزعات الانفصالية هو ابن انكسارات الدولة وأزماتها”، وكذا سبب لـ”الانكسارات الذي شهدها بناء الدولة”.

واعتبر شغالي أن “ماضي الاجتماع الصحراوي يشكل مسندا لقراءة البوليساريو وإيديولوجيا الانفصال والذي يعطي صورة عن مجتمع معزول عن السلطات وبعيدا عن كل ما هو سياسي وفي عزلة عن العالم”، وهو ما يقتضي حسب الباحث ذاته، من المترافعين على مغربية الصحراء “استيعاب تاريخها وتحليله تحليلا معرفيا لا دعائيا، وبناء الترافع على العلم”.

وأبرز المتحدث أن العلاقة أن دور الدليل التاريخي هو عقلنة الحوار وإظهار صلاحية الدعوة الوحدوية، إضافة إلى امتلاك وعي تاريخي موضوعي إلى حد ما مع ضرورة تجديده لأن الصورة التاريخية وتمثل التاريخ لا يبقى جامدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    تحليل منطقي من الأستاذ الباحث الدكتور شيغالي،و الانكسارات التي أشار إليها للأسف مازالت مستمرة ولم تجبر بعد بالإضافة إلى أزمة ثقة بين الدولة وأصحاب القضية و ما من شخص عبر عن موقفه بشكل يضمنه دستور 2011 إلا وجد ترسانة من الاتهامات المجانية من التخوين و الانفصال و مس المقدسات ...المحبوكة و الجاهزة لتكميم الأفواه عن الصّدع بالحق.