سياسة

بلكبير: القانون الإطار كارثة وطنية.. والبيجيدي أمامه الانقسام أو البؤس

انتقد الأكاديمي والمحلل السياسي عبد الصمد بلكبير مصادقة لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب على مشروع القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، معتبرا أنها “كارثة وطنية بجميع المقاييس”، كما حمل مسؤولية لذلك لحزب العدالة والتنمية الذي قرر الامتناع عن التصويت مما رجح كفة المصادقين على مشروع القانون.

وهاجم بلكبير في تصريح لجريدة “العمق”، الغرفة الأولى للبرلمان، وقال إن “الكارثة تجاوزت البؤس الذي انتهت إليه تمثيلية العديدين في ذلك المجلس الذي لم يعد مجلسا للنواب”.

وشدد الأستاذ الجامعي على أن “كارثة” المصادقة على مشروع القانون لا تهم الشأن التعليمي فقط، بل تهم حتى الأحزاب السياسية ومصداقيتها، وتساءل “ما مصير العدالة والتنمية الآن؟”، مبرزا أنه “لم تعد له مشروعية في الشروط الحالية، فإما أن ينقسم لينقذ نفسه وإلا سينتهي إلى البؤس”.

وأضاف أن القضية اللغوية في مشروع القانون الإطار كانت بالنسبة لحزب المصباح أساسية وجزءا مهما من هويته ومبررات وجوده وليست مجرد قضية جزئية أو عارضة، كما استغرب كيف يمكن الآن للحزب المذكور أن ينظر إلى نفسه أو شعبه وكيف يمكنه أن يبرر خطابه السابق.

واعتبر البرلماني والقيادي سابقا في حزب الاتحاد الاشتراكي، في حديثه لجريدة “العمق”، أن امتناع “بيجيدي” عن التصويت على مشروع القانون الإطار “منتوج للانقلاب على بنكيران”، وأردف أن “الذين تواطؤوا في الانقلاب كان عليهم أن ينتظروا هذه اللحظة”، مضيفا أن “جزءا كبيرا منهم كان يعرف أنه سيصل إلى هذه اللحظة ولم يتوقف عند إنقاذ ما يمكن إنقاذه سواء على صعيد الدولة أو المجتمع أو الحزب”.

الآفاق منذرة بالسوء

وتساءل بلكبير عند مدى وعي “أصحاب هذه القرارات بالارتدادات التي ستعقبها أم لا؟”، اعتبر أن “الأفاق كلها منذرة بالسوء”، وأن “البلاد ستدخل في متاهة ومأساة حقيقية، لأن الموضوع يتعلق بالهوية وليس بالقضية البسيطية”، كما وصف وضعية البلد أنها أًصحبت “سيئة جدا جدا جدا”، على حد تعبيره.

وأبرز المتحدث أن المصادقة على مشروع القانون الإطار لم تنته بعد، حيث يجب انتظار الجلسة العامة، غير أنه اعتبر أن “القرار السياسي الذي أعطى توجيها نحو التصويت بالامتناع هو نفسه الذي سيعطى في الغالب للجلسة العامة”.

بخصوص تحمل الأحزاب الأخرى مسؤولية المصادقة على المشروع المذكور، خصوصا ما يصطلح عليه “الأحزاب الوطنية”، علق بلكبير بقوله “منين ولينا في العدالة والتنمية الذي هذه قضيته الأساسية، فما بالك بالأحزاب الأخرى؟”.

وتابع أن حزب الاستقلال بدأ منذ زمن في الابتعاد عن هويته وعن فكر علال الفاسي، وأن ذلك ظهرا جليا “مع شباط وقبل في زمن عباس الفاسي”، وأن “قيادته ابتعدت عن مبادئ الحزب رغم إيمان القواعد بها”.

وختم بلكبير حديثه لجريدة “العمق” بقوله “العدالة والتنمية شكل صدمة كبيرة جدا، ولا يمكن تصور ما سينتج عن هذا بالضبط ولكن سيكون مغربا آخر أكثر سوءاً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *