مجتمع

أوريد: المثقف العربي لا يجد بنية حاضنة.. وما أثاره “رواء مكة” أسعدني (صور)

قال الأديب والأكاديمي حسن أوريد، إن المثقف في العالم العربي لا يجد ما سماها بـ”البنية الحاضنة”، مشيرا إلى أنه لا يمكن الحديث عن غياب المثقف عن المشهد المجتمعي، بل غياب البنيات الحاضنة.

وأوضح أوريد خلال حفل تقديم وتوقيع كتابه “رباط المتنبي”، أول أمس الخميس بمكتبة “بيت الحكمة” بتطوان، أن المثقف التركي وحتى إن كان يختلف مع سياسات بلده، فإنه يجد نفسه في النهاية ضمن البنية الحاضنة للدولة، عكس المثقف المصري على سبيل المثال.

وأضاف أن “المثقف في الغرب يضطلع بالسلطة المعنوية ويستطيع أن يقول لا للسلطة الزمنية، بل هناك مثقفون يتجاوزون قول “لا” إلى تحليل وتفكيك البنية”، مشيرا إلى أن المثقف “يجب أن يكون ناطقا وحاملا لخطاب الحقيقة والعدالة، مع إعمال العقل وليس العاطفة”.

وأفاد الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، بأن “هناك مجالات تطغى فيها العاطفة مثل السياسية، لكن المثقف يجب أن يتحلى بالعقل”، مشددا على أن “المثقفين دورهم الأساسي هو صياغة الأسئلة الدقيقة، وليسوا عارفين ومالكين للحقيقة وحاملين للأجوبة التي لا توجد، ولكن يتم رصدها أثناء البحث عنها”.

وأبرز أن “المثقف قد يخطئ ويصيب، وخطأه قد يُبيِّن للناس سبل الحقيقة، فإن أصاب أصاب للجميع، وإن أخطأ فلنفسه ولا يُلزم أحدا بذلك، ولا يمكن مقارنة خطأ المثقف بالسياسي، فصدام عندما اجتاح الكويت ودخل في  حرب مع إيران، كانت انعكاسات ذلك كبيرة على الجميع وليس على صدام فقط”.

وبخصوص الجدل الذي رافق كتابه “وراء مكة” بعد الحديث عنه من طرف البرلماني المغربي المقرئ الإدريسي أبوزيد، قال أوريد إن “ما أثاره رواء مكة أسعدني، ولا أسعى إلى الشهرة، لذلك كان هدفي من هذا الكتاب هو نَتاج الأفكار وليس إبراز مساري الفكري بحد ذاته”.

إلى ذلك، أوضح أوريد أن العمل الروائي لا يستغني عن اللهجة العامية، مشيرا إلى أنه وَّظف العامية في كتابه “رباط المتنبي” من أجل أن يقول للذين يريدون فرض الدارجة بأنها ليست بديلا عن اللغة المُقعَّدة، وفق تعبيره.

وتابع قوله: “وظفتُ الأشخاص العوام في رباط المتنبي لإبراز علاقة العامية بالفصحى، لأن هناك مجالا للعامية مع اللغة المقعدة، لكن لا يجب أن تكون بديلا للغة العربية التي لا يمكنني أن أضحي بها”، على حد قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *