مجتمع

أكبر قنطرة طبيعية في المغرب تواجه خطر الانهيار بضواحي دمنات (فيديو)

يبعد عن مدينة دمنات بستة كيلومترات ممتدّة على طريق ملتوية تبهر كل زائر بجمال طبيعتها، إنه موقع “إمنفري” الواقع بجماعة تفني التابعة ترابيا لإقليم أزيلال، الذي يعتبر من المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية.

ويحتضن الموقع قنطرة كلسية طبيعية، تشكلت عبر ملايين السنين بفضل تفاعلات مياه العيون المالحة مع المكونات الجيولوجية للصخور المحيطة بها؛ كما يعتبر من الفضاءات المميزة للمتنزه الجيولوجي امكون، المصنف عالميا من طرف منظمة اليونسكو.

هذا الغنى الطبيعي للموقع الذي يتباهى به كل أبناء المنطقة، والذي يمكن أن يشكل بنية سياحية توفر مناصب شغل تعفي العديد من أبناء المنطقة من الهجرة إلى مدن أخرى، وخصوصا أولئك الذين يشتغلون في المجال السياحي، يقابله إهمال غير مبرر من لدن القائمين على شؤونه، وتدبير غير معلقن سيعجل بانهيار القنطرة الطبيعية التي تعد أهم عنصر يتميز به هذا الموقع السياحي.

مصطفى القاديري، أستاذ التاريخ السياسي والانتربولوجي، اعتبر في تصريح للعمق قنطرة امنفري من المميزات الجيولوجية للمنطقة والتي يعود تكونها إلى ملايين السنين ومرتبطة بالتكون الجيولوجي لجبال الأطلس، ومصنفة من طرف إدارة الحماية عام 1949 بمرسوم منشور بالجريدة الرسمية والذي يتحدث عن ضرورة الحفاظ على القنطرة وعدم تغيير معالمها.

وأضاف المتحدث أن هذا التصنيف يفرض على الجماعة او السلطة الحصول على ترخيص وزارة الثقافة إن هي ارادت تغيير معالم هذه القنطرة الطبيعية.

وزاد أن القنطرة الطبعية تخترقها طريقان أحدهما تربط دمنات بورزازات والثانية تربط دمنات بجماعات ايت ابلال وايت بوولي بأزيلال، مما قد يعرضها للانهيار، متسائلا حول إذا ما كانت القنطرة مراقبة من طرف مصالح وزارة التجهيز .

وأردف أستاذ التاريخ السياسي بجامعة محمد الخامس أن قنطرة امنفري هي طريق رئيسية لمجموعة من المآثر المهمة من قبيل آثار الديناصورات باواريضن والنقوش الصخرية بأيت بوولي.

وأشار قاديري ضمن تصريحه إلى الدور الهام الذي تلعبه قنطرة امنفري في تشجيع السياحة الداخلية، اذ تساهم في جلب الزوار من مختلف المناطق خاصة في فصل الشتاء، مشددا على ضرورة الحفاظ على المكان وتنظيمه، ومحملا في نفس الوقت مسؤولية سلامة القنطرة للجماعة الترابية التي تقع تحت نفوذها واصفا سياستها تجاه المعلمة الجيولوجية بالعشوائية.

من جانبه قال مولاي حفيظ فردي في تصريح للعمق إن قنطرة إمينفري هي نقطة القوة التي يعتمد عليها المستثمرون بموقع امنفري، إلا أن العامل البشري والإهمال من طرف جماعة تفني يهددانها بالانهيار.

يذكر أن مواطنين بجماعة تفني بإقليم أزيلال، نظموا وقفات احتجاجية فوق القنطرة الطبيعية امنفري مطالبين بإيجاد حل للقنطرة الطبيعية بامنفري وإنقاذها من “القرارات اللاعقلانية” للقائمين على شؤونها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *