آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة العالمية

يعاني العنصرية.. فريق مغربي بألمانيا يصارع الزمن لكتابة التاريخ (فيديو)

شرف الدين السريعي – صحافي متدرب

“إف سي ماروكو هيرنه” أو “Fc Marokko Herne” كما يصطلح عليه بالألمانية، فريق كرة قدم مغربي بثوب ألماني ينحدر من مدينة “هيرنه” الواقعة بين دورتموند وشالكه، يتحدى الصعوبات والعراقيل سعيا للخروج من بحر الظلمات إلى بحر الأنوار.

الفريق الذي تأسس سنة 2007 على يد رئيسه مصطفى المختاري، دخل غمار منافسة الأندية الألمانية والهدف، الحصول على مقعد رياضي بديار المهجر وتشريف كرة القدم المغربية.

وخلال السنة الأولى من تأسيسه، كان الفريق قد فاز بدوري الدرجة C للهواة، بعدها صعد إلى الدرجة B وفاز بالدوري أيضا قبل أن تبدأ المعاناة في دوري الدرجة A خلال العشر سنوات الأخيرة ساعيا للصعود إلى “بيتسكسليغا”.

فكرة تكوين فريق مغربي بألمانيا جاءت بعد عدم تحقيق مصطفى المختاري لحلمه، وهو ما عبر عنه في تصريح لجريدة “العمق الرياضي” بقوله: “خلال مرحلة الطفولة، كان لدي حلم أن ألعب لأحد الفرق الكبرى، لكن ضعف الإمكانيات ترك الحلم يتأجل فقط ولم يتبخر”.

وأضاف: “إلى حين راودتني فكرة تأسيس فريق مغربي هنا، من أجل مساعدة أبناء الجالية خصوصا والمغاربة عموما ويبقى الهدف الأول تشريف الكرة المغربية لأننا نحب بلدنا المغرب”.

وبخصوص المسألة التقنية، فالفريق يتميز بطاقم مغربي، إضافة إلى لاعبين مغاربة يكتسحون الإحصائيات بـ90% مع 10% تبقى للاعبين من دول أخرى من أفريقيا وبلغاريا وتركيا وألمانيا وغيرها من الجنسيات.

كما أن النادي يمنح للاعبيه تكوينا احترافيا شبيها للفرق الكبرى، إضافة لضمان العمل والسكن بالديار الألمانية، ليس هذا فقط بل استطاع النادي أن ينشئ فئاته العمرية آملا أن تتوسع الدائرة إلى حد تكوين فروع رياضات أخرى.

وأضاف مصطفى المختاري رئيس النادي، أن الفريق أصبح له صيت كبير داخل ألمانيا وخارجها، ويلقى استحسان الكل بسبب نتائجه المبهرة، خصوصا وأنه كان قاب قوسين أو أدنى من الصعود إلى “بيتسكسليغا” طيلة العشر سنوات الأخيرة تواليا.

شهرة النادي وإنجازاته منذ تأسيسه تركته يزور المغرب السنة الماضية للقيام بمعسكر إعدادي تخللته عدة مباريات أبرزها تلك التي جمعته بالدفاع الحسني الجديدي بعد الاستقبال الباهر من طرف إدارة النادي الدكالي.

الطريق لم ولن تكون مفروشة بالورود، فكلما خطى النادي خطوة إلى الأمام سرعان ما يجد العراقيل أمامه، حيث يبقى المشكل الأول والأخير هو الملعب غير المعشوشب الذي يملكه النادي.

ومع توالي السنوات وجد النادي نفسه محاربا من طرف السلطات الألمانية بسبب عدم قدرتها توفير ملعب ذي معايير عالية للنادي يسمح له بلعب مبارياته في ميدانه، وهو الأمر الذي ترك النادي مستقرا في دوري الدرجة A للهواة، الشيء الذي لا تعاني منه الفرق الأخرى إضافة إلى عدم توفره على مستشهرين.

وخلال السنوات الأخيرة، راسلت إدارة النادي المسؤولون عن قطاع الرياضة هنا بالمغرب من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة، لكن ظلت الوعود وعودا بلا وفاء ودون خروج إلى أرض الواقع، والمشاكل أخدت أبعادا أخرى وخرجت عن رقعة الميدان، بسبب العنصرية التي تطال الفريق من طرف الساهرين عن عالم المستديرةهناك، كونهم مغاربة فرضوا نفسهم في بلاد ليست لهم.

وحسب المعطيات الحصرية التي حصل عليها “العمق الرياضي” فإن ملعبا منحته السلطات الألمانية بالمدينة للنادي طال انتظاره لكن يلزمه بعض الإصلاحات، إضافة إلى عقد مبرم منذ السنة الماضية بين النادي و الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ينص على تمكين الفريق من إجراء معسكرات إعدادية بالمغرب.

إضافة إلى دعم مالي سيخول للفريق إصلاح الملعب حسب الإمكانيات إضافة إلى حل الأزمات الأخرى التي يعاني منها فريق، وينص العقد أيضا على أن يكون رئيس النادي منقبا عن المواهب المغربية بألمانيا وإقناعهم بتمثيل المنتخب المغربي.

وتابع رئيس النادي أن “هدفنا الأسمى والأوحد هو تشريف الكرة المغربية، صحيح أن الفريق يعاني من عدة مشاكل، لكننا عازمون على تحقيق أهدافنا ونتائجنا خير دليل، فحلمنا بسيط يتجلى في مستشهرين يساعدون النادي على حل أزمته و بناء ملعبه و طموحنا الوصول إلى البوندسليغا”.

ويدرس النادي مشروعا ضخما سيرتقي به عاليا، رغم المشاكل المادية، من أجل تطوير مركز النادي وتوسيعه بهدف استقبال أي فريق مغربي يريد خوض تربص إعدادي بألمانيا إضافة إلى المنتخبات الوطنية، وتزويد الملعب بالعشب قصد الخروج من درجات الهواة.

ويدعو الفريق الشركات المغربية التي بإمكانها أن تكون مستشهرا للفريق و دعمه ماديا من أجل إخراج المشروع إلى أرض الوجود”، مضيفا أن “الأسد يمرض لكنه لا يموت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *