سياسة

الشامي يدعو للاقتداء بفرنسا ونيجيريا بخلق اقتصاد ثقافي يوفر الشغل

دعا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، إلى بلورة إستراتيجية وطنية إرادية قادرة على خلق اقتصاد ثقافي وصناعات إبداعية، كما هو الشأن بالنسبة للقطاعات الإنتاجية الأخرى.

وأضاف الشامي في الجلسة الافتتاحية للمناظرة الوطنية الأولى للصناعات الثقافية، اليوم الجمعة بالرباط: “لدي حلم أعتقد أنه سيتحقق وهو أن تصبح الثقافة في بلادنا في يوم قريب واحدة من القطاعات التي تساهم في مجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي توفير فرص الشغل، وفي تحسين جودة الحياة بالنسبة للمواطنة والمواطن”.

وفي السياق ذاته، تحدث الشامي عن تجربة فرنسا في هذا المجال، وقال إن القطاع الثقافي في هذا البلد يساهم بـ7 مرات أكثر من صناعة السيارات في الناتج الداخلي الخام ويساهم بـ2,5 بالمائة 2014 من مجموع مناصب الشغل في فرنسا”.

كما أشار إلى أنه “في نيجيريا التي هي بلد بترولي ويزخر بموارد طبيعية مهمة، نجد أن القطاع السينمائي هو المشغل الثاني في هذا البلد بأكثر من مليون شخص، كما أن مساهمة القطاع في الناتج الداخلي الخام النيجيري قد ارتفعت إلى 2,3 بالمائة”.

واعتبر رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن الاستثمار في الثقافة والفن والإبداع هو رهان مستقبلي ومجال واعد من شأنه أن يعطي دينامية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في إطار تنويع النسيج الاجتماعي الوطني، ومن شأنه كذلك أن يساهم في تقوية إشعاع المغرب وجاذبيته في الخارج من خلال ثقافاتنا الغنية والمتنوعة.

وأكد على ضرورة أن يحظى قطاع الثقافة والإبداع والفن على غرار باقي القطاعات الإنتاجية بمخطط وطني استراتيجي إرادي بما يجعل هذا القطاع رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المندمجة والمستدامة لبلادنا.

وأردف أن المجلس “سيكون سعيدا إذا تحققت هذه التوصية التي عليها إجماع من طرف مختلف الفاعليين المعنيين الذين استمعنا إليهم في المجلس وأن يتم وضع هذه الإستراتيجية مباشرة بعد هذه المناظرة”.

وشدد على أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي يولي أهمية أساسية لقضايا الثقافة في أبعادها المجتمعية والتنموية لاسيما انطلاقا من مقاربته المبنية على فعلية الحقوق بمختلف أجيالها بما فيها الحقوق الثقافية والفردية والجماعية.

وأبرز أن دراسة أعدها المجلس حول الثروة الإجمالية للمغرب بين 1999 و2013 قد أظهرت أن الرأسمال غير المادي الذي يتكون أساس من الثقافة والفن والتاريخ وعناصر أخرى كالرأسمال البشري والحكامة الجيدة والرابط الاجتماعي يساهم بأكثر من 72 بالمائة من الثروة الوطنية لبلادنا.

وختم الشامي كلمته بالقول: “نعول على شركائنا في الحكومة، وفي البرلمان والمجتمع المدني والفاعليين لاقتصاديين والاجتماعيين ويتملكوا ويفعلوا التوصيات المجلس لما فيه خير التنمية في بلادنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    كلام الليل يمحوه النهار