وجهة نظر

 أين نحن من سياحة ذكية؟

من القضايا الشائكة التي تطرح نفسها بإلحاح فيما يخص الترويج السياحي بالمغرب حاليا وخاصة أمام حقيقة اندثار النموذج الكلاسيكي لوكيل السفر وصاحب مكتب الرحلات (سقوط عمالقة منظمي السفر طوماس كوك مثال)  هي مسالة كيف يمكننا تطوير عروضنا وخدماتنا السياحية ومنتجاتنا؟ ماهي الطرق التي يجب أن نتواصل بها مع المسافرين المعاصرين الذين أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على التقنيات الحديثة أكثر من أي وقت مضى لاتخاذ قرار السفر؟ كيف نواجه المنافسة العالمية الشديدة في هذا القطاع ؟ بصيغة أخرى كيف يمكننا تعزيز مكانة المغرب كأحسن وجهة للزيارة عربيا وتميزا؟

واضح أن الحل السحري المعروض في السوق حاليا هو الرقمنة هذا الشعار الذي مافتئ يتردد في كل اللقاءات والملتقيات إننا نشاهد في وسائل الاعلام ونسمع نقلا عن أفواه المسؤولين المتحمسين وكأننا سنحصد نجاحات سريعة ونغزو أسواقا عالمية بسهولة ونعزز عروضنا للوصول الى شرائح أكبر من المستهلكين بمجرد التوجه للسياحة الالكترونية واللجوء لهذا الحل، على الرغم من جميع المؤشرات التي توحي بأن مسؤولي قطاع السياحة المغربية حولوا توجههم نحو السياحة الذكية، وعلى الرغم من الجاهزية التقنية العالية للمملكة، فهذا لا يعني أننا حددنا التوجه الصحيح لقطاعنا أين نحن من منظومة سياحة إلكترونية متكاملة مع الجرد الكبير لنقاط ضعف لايتحدث عنها من يشرفون على هذا البرنامج الضخم، في مقدمة النواقص:

افتقار خدمات الإدارة الإلكترونية لخدمة الدفع الإلكتروني، مما يدفع متلقي الخدمة الى الاقلاع عنها، فضلا عن غياب الانظمة والإجراءات اللازمة لعمل وحدة المتابعة، والتقييم وافتقارها الخبرة والمعرفة في متابعة سير المشاريع وإعداد مؤشرات الأداء الرئيسية، ومتابعته ضعف آليات جمع وتنظيم وتحليل واستخدام المعلومات السياحية وتبادلها داخلياً وخارجيا.

ماهي خطة المكتب الوطني المغربي للسياحة للاستثمار في الفضاء الافتراضي؟ هل يتوفر لديه المحيط اللائق والمناخ المناسب؟

على الرغم من أن المغرب يتمتع بالجاهزية التكنولوجية والمنصات الرقمية، ويتقدم في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبرمجة، إلا أن خطوات إدماج القطاع السياحي فيه مازال خجولا، ولم يصل إلى مرحلة النضج، بما يؤثر على الحصة التنافسية في مجال صناعة السياحة.

لقد أبانت الاستراتيجيات المتبعة دونية المستوى المطلوب نحو تسويق المنتج السياحي المغربي فضلا عن تقليدية الاعلام السياحي، وهو ما انعكس على موقع المنتج السياحي المغربي على الخريطة الدولية، بفعل قصور إيصال الرسالة السياحة عن المغرب، بما يحتويه من رموز ودلالات حضارية.

ماهي مخرجات التعليم السياحي في مجال إخراج مواد بشرية قادرة على التعامل مع السياحة الذكية”؟

فالمناطق السياحية في بلدنا ليست مجهزة بالخدمة والاجهزة الرقمية، كما لم نصل الى مرحلة النضج في تطوير السياحة الافتراضة التي تجعل السائح في أي دولة في العالم يتجه الى المغرب كوجهة سياحية متميزة عربيا ومبتكرة، يجب على القطاع السياحي في الدولة بشقيه العام والخاص التوجه نحو زيادة الحصص المخصصة للتسويق الالكتروني بهدف تجاوز التحديات التي تفرضها السوق السياحية العالمية، والانتباه الى المنافع التي تقدمها للجميع وعلى رأسها التكلفة ولكن ما يجب على المسؤولين والمسيرين الابتعاد عنه هو الاستمرار في اهدار أموال الدولة في التسويق سياحيا عبر القنوات التواصلية المؤسساتية القديمة و الاعلام التقليدي البسيط، وتوقيع اتفاقيات مع شركات رحلات لا جدوى منها إلا الفرقعة الإعلامية وحصد الانتباه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *