مجتمع

3 محاولات انتحار جديدة بتطوان تخلف قتيلا وإصابتين.. ودعوات لإنقاذ الشباب

عاشت مدينة تطوان خلال اليومين الأخيرين، على وقع 3 محاولات انتحار جديدة، أسفرت إحداها عن مصرع شاب في العشرين من عمره، بينما تم إنقاذ حياة سيديتين حاولتا وضع حد لحياتهن، وذلك في ظاهرة تفزع سكان المدينة، فيما أطلق نشطاء وحقوقيون نداءات من أجل “إنقاذ” شباب تطوان من “فواجع الموت الاختياري”.

ومساء أمس الجمعة، لقي شاب يدعى قيد حياته “فؤاد.ب” مصرعه، بعدما أقدم على شنق نفس داخل غرفته بمنزل أسرته الكائن بحي الإشارة الشعبي (حومة بني بشير)، حيث عثر أهله على جثته معلقة بحبل لفه حول عنقه، قبل أن يتم نقله إلى مستودع الأموات بمستشفى “سانية الرمل”.

مصادر مختلفة كشفت أن الراحل كان يعيش حياته بشكل طبيعي ولم تكن تظهر عليه أي علامات تدل على اضطرابات نفسية أو مشاكل اجتماعية، خاصة وأنه كان يمتهن أحيانا التهريب المعيشي بمعبر باب سبتة، وهو ما جعل أسباب إقدامه على الانتحار غامضة، فيما فتحت المصالح الأمنية تحقيقا لمعرفة ظروف وملابسات الحادث.

وفي حادثة أخرى، أفاد شاهد عيان لجريدة “العمق”، أن سيدة حاولت وضع حد لحياتها في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، حيث أقدمت على لف حبل حول عنقها بشجرة في منطقة خالية قرب المقبرة اليهودية بمدينة تطوان، قبل أن يتمكن شبان كانوا بعين المكان من التدخل وإنقاذها من الموت.

وأفاد المصدر ذاته، أن مصالح الأمن حلت بعين المكان بعد تلقيها اتصالا من طرف الشبان المذكورين، حيث تم استدعاء الإسعاف لنقل الضحية إلى المستشفى من أجل تقديم العلاجات الضرورية لها.

وقبل 3 أيام، أقدمت شابة تبلغ من العمر 30 سنة بمدينة تطوان، على محاولة الانتحار عبر قطع شرايين يدها بآلة حادة، حيث استطاع الأطباء إنقاذ حياتها بإحدى المصحات الخاصة بالمدينة ذاتها.

يأتي ذلك في وقت يدق فيه نشطاء وحقوقيون بمدينة تطوان، ناقوس الخطر في ظل ارتفاع حالات الانتحار بهذه المدينة خلال الأسابيع الماضية، خاصة لدى فئة الشباب والمراهقين، إلى جانب مدينة شفشاون المجاورة التي تسجل نسب انتحار غير مسبوقة.

وفي هذا الصدد، اعتبر الطبيب والناشط الجمعوي بتطوان محمد المهدي البكدوري، أن ظاهرة الانتحار بدأت تترسخ كثقافة دخيلة على المجتمعات الإسلامية، مشيرا إلى أن المبررات الاقتصادية والاجتماعية كالفقر والبطالة وانسداد الآفاق والتعثر الدراسي والمشاكل الزوجية، مجرد وقود يغدي هذه الثقافة الجديدة.

وكشف البكدوري أن الانتحار في المغرب يتنوع بين حلم الانتقال إلى وضع أفضل عبر قوارب الموت، وإحراق الذات والإضراب عن الطعام حتى الهلاك كنوع من الاحتجاج بإيلام الذات وإيذاءها، ثم “الجهاد الأعوج” والعمليات الانتحارية ضد المسلمين في بؤر التوتر طلبا للجنة وللحور العين.

إضافة إلى ذلك، يضيف الطبيب، يوجد “الانتحار العبثي بدون أسباب مقنعة، هذا الأخير أخطر ما في الظاهرة، حيث تصبح هذه الممارسة نوعا من اللعب أو المغامرة، أو التحدي عند الشباب بل حتى الأطفال عبر لعبة الحوت الأزرق كنموذج، دون أن ننسى الانتحار بسبب الأمراض النفسية كالاكتئاب وغيره الذي قد تغذيه انتشار الخمر والمخدرات”، وفق تعبيره.

ويرى المتحدث أن “علاج الظاهرة يحتاج إلى مقاربة شاملة قيمية ونفسية واجتماعية وتربوية وروحية، وكذا سياسية وثقافية تعيد إحساس الشاب بحق الحياة بكرامة ومسؤولية، بعيدا عن مسببات التحبيط وتبخيس القدرات، وتستند إلى إعادة بث بعض المبادئ التربوية الإسلامية كمفاهيم الاستخلاف في الأرض، والموازنة بين الحياة للدنيا والحياة للآخرة، والصبر عند البلاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *