منتدى العمق

زعيم يسألكم التفويض فهل من مجيب

• أيها القوم لا فزع ولا جزع بعد اليوم، إبان ظهور الرجل السياسي الملهم، لاخشية بعد تفويضه صلاحيات التغيير، وداعا للإقتار وقلة اليد، والفقر اللعين، فالأمل كل الأمل منذ لحظة التفويض، فالمغرب سيصبح روضة والكل سينعم ويبل غلته (سيروي عطشه) ويشبع بطنه ويتنفس الصعداء ، فلنثني على القدر الذي كتب لنا في زمننا هذا، أن ظهر على قومنا هذا السياسي القامة ، الذي لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلا له ، والعزاء كل العزاء لأبائنا وأجدادنا الذين أخذهم الدهر ضمآنين دون أن يدركوا الزعيم، ولنتضرع للخالق أن يقدس سره، ويحفظ روعه من الآفات والخطوب، ويلهمه الحكمة وينيره البصيرة.

يعلم الله أني لا أذم السياسة، ولكن أبغض بعض ممن يمارسونها ، أولائك الذين يرونا في أصوات الناس مجرد حصص قابلة للمساومة، والشراء قصد الرفع من أسهمهم السياسية ولا يتقنون غير الوعود الكاذبة وبيع الأوهام للعباد، فيقتلون بذلك أملهم ومستقبلهم، مستغليين في ذلك طيبة خواطرهم ، وضعف ذاكرتهم ومعرفتهم وحسن ظنونهم ، وكذلك شأن الذي يطلب التفويض.

حمدا لله حق حمده على نعمة سلامة العقل ورجاحته، الذي يمكن المرء من أن يميزة بين أمين الأمة وخائنها، وبين الماكر المخادع و السجي ، بين المحاور والمراوغ، بين الكاذب والصادق، لنمجد العقلاء ونشد عضدهم الذين يرصدون أمثال هؤلاء من الذين لا يتقنون سوى تسويق الكلام وبيع الأوهام ، وتتبعم لتبيان خزعبلاتهم وإظهار تراهاتهم وتنبيههم إلى عيوبهم علهم يتراجعون عن غيهم، ويعودوا أدراجهم لرشدهم ، ويمسكوا أفواههم عن الحديث في مثل كهكذا من المواضيع ، وأن لا يخوضوا حديثا في شؤون غيرهم كما فعل من قبل حين تجرأ وهاجم أوردوغان، وقيادات حزبه أو على الأقل أن يتكلم بحكمة وحجج يدعم بها مواقفه، ويقوي مزاعمه، أما الهذر في البيان والكلام فلا حاجة لنا به ، ولا حوباء لنا أصلا بمن يصدع رؤوسنا ويستفز قريحتنا ويحرك سكوننا، فالأجدر أن يلجم المرء لسانه في ما يجلب عليه الويلات والإنتقادات ويصير حديث الدهماء والعامة، بدل أن يطلق عنانه كما تفعل الشاة السائمة (التي تعتمد على الرعي) القاصية (تبتعد عن الأغنم) المنفردة على القطيع والتي تكون من نصيب الذئب، وكذالك فعل صلاح الدين مزوار حين تحدث فيما يبعده ولا يعنيه وكان من الخاسرين .

رجاءا منكم أي تفويض يأمله الزعيم الطالبي العلمي أن يعطى له، ومن أي مصدر سيتلقاه ، هل من الشعب أم من الملك، أم هما معا، ولنفترض جدلا كلاهما فهل حقا سيحقق ما يزعمه وما يعدنا به ، أم أن الهديان وصل به إلى حد الخرف والخبل، ليختلط له المنطق مع السفسطائية، ولنضع التصورين على حد تعبير سيد القوم حتى لا يحس بالنقص والإجحاف به محل التحليل والمناقشة :

1_التفويض الملكي : إذا كان مولاي رشيد الطالبي العلمي ينتظر التفويض الملكي فلماذا كان من بين الضحايا الذين أقلتهم السفينة خارج بحر الحكومة، والذين قبل الملك أن يغادروها بإعفائهم وإقالتهم ، ولو كان فذا وجهبذا كما يدعي ، فهل كان الملك ورئيس الحكومة أن يتخليا عنه؟؟ لكن الفشل الدريع الذي بصم مسيرته التدبيرية لقطاعه الحكومي كلفته المغادرة ، لذلك فأي إنجازات حققها بعد كل الثلاثة عقود التي لبثها في التدبير والتسيير منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي:

– كان وزير الصناعة والتجارة والإتصالات ما بين سنتي 2002 /2004 في حكومة جطوا

• كان وزيرا منتدبا لدى الوزير الأول منذ سنة 2004 إلى 2007 مكلف بالشؤون الإقتصادية والعامة .

-كان وزير الشبيبة والرياضة ضمن النسخة الحكومية الأولى لحكومة العتماني من 2016إلى 2019 .

2-التفويض من الشعب :لو كان السيد العلمي واع بقوله لما تفوه به، ولو كان على قريحته وفي أتم إدراكه لما فكر فيه، وبالأحرى النطق به، فلنذكره بمسيرته:

– هل نسي من يدعي الزعامة أنه كان نائبا لرئيس جماعة تطوان سنة 1992 ، أنسي أنه كان عضو بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بالمدينة الأنف ذكرها .

– هل خانته ذاكرته وماعاد يتذكر أنه كان رئيس جهة طنجة تطوان سنة 2009 لينتهي به الوضع لأسوأ الأحوال بعدما طرده التطوانيون ورشقوه بالبيض المعفن ، وهتفوا من ورائه إرحل، وعاقبوه في الإنتخابات الجماعية سنة 2015 بمنح أصواتهم لغريمه السياسي، وعلى إترها عاد أدراجه صوب الرباط متسولا إياهم علهم يجودون عليه بمنصب كما فعل فعل عندما تسول رئاسة مجلس النواب من بن كيران .

أي إنجاز قدمه رشيد الطالبي العلمي غير العمل على أناقة مظهره والعمل على منع الأطفال الصغار من الإصطياف والإستجمام وسلب فرحتهم وغبطتهم بعد ما طال بهم الشوق للتخييم، والكل من هذا كان مأربه ومقصده تصفية الحسابات السياسية البغيضة على حساب الأطفال الأبرياء الذين يحجم حتى القدر أن يؤاخذهم عن سيآتهم وأخطائهم .

ماذا أنجز الزعيم العلمي غير عرقلة موكب السيارات القادم من ذرعة تافلالت المقل للتلاميذ المتفوقين، الذين قدموا وكلهم يقين أنهم سيجتازون الإمتحان لولوج المعاهد والمدارس العليا ليكون سبب في بث الرعب والروع في قلوبهم ، والهدف من فعله هذا وكيده ذاك، هو عرقلة المبادرة التي قام بها رئيس جهة درعة تافيلالت، وتصفية حساباته السياسية على حساب تلاميذ لا إنتماء حزبي لهم، ولا صراعات إديولوجية يحملونها.

عذرا يا من يدعي الزعامة والقيادة فالأولى أن تتابع اعمالا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتعرض على أنظار العدالة ليقول القضاء كلمته في حقك، وتقف مكان المتهم والظنين، بعد كل الاختلالات والخروقات التي كشفتها تقارير جطو الأخيرة التي تهم القطاع الحكومي الذي كنت على رأسه، ولو كنت زعيما سياسيا حقا لا يقبل اللوم، يستحي من الشعب ويحترم ذاته لاستقلت من منصبك احتراما لنفسك وحفظا لماء الوجه.

صفوة القول:

إدقع ما في ذمتك من ضرائب للخزينة، ليحق لك أن تطالب الشعب التفويض، إعطه حقه ليعطيك صوته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *