مجتمع

جبريل يحكي محطة “عاصفة” له بـ”الشرق الأوسط” و كيف أصبح مراسلا لها

حكى الصحافي السوداني، طلحة جبريل، كيف أصبح مراسلا لصحيفة “الشرق الأوسط”، مذكرا بأبرز المحطات “العاصفة” التي عرفتها مهمته، وكيف تعامل معها.

وقال الإعلامي جبريل، الذي حل ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه لما اعتاد محررا بجريدة “العلم” كان محمد العربي المساري، رئيس التحرير بالصحيفة ذاتها آنذاك، أن يشتري الصحف في كشك قرب مقر الجريدة بالرباط، فوجد في “الشرق الاوسط”، التي كانت حديثة الصدور، “فاشتراها وقرأها وأعجب بها ونصحني بقراءتها”

واسترسل جبريل “بعد فترة قصيرة أرسل المساري ثلاثة مقالات عن الصحراء ونشرت بالصحيفة.. وتلقى رسالة من رئيس تحريرها جهاد الخازن بقترح عليه أن يعمل مراسلا للشرق الأوسط.. وكان رأي المساري أنه لا يجوز ولا يليق برئيس تحرير العلم أن يشتغل مراسلا لصحيفة أجنبية”.

واستدرك المتحدث “ولكن بالمقابل قال له سأرشح لك أحد صغار المحررين .. وقال له بأن هذا الشخص (طلحة جبريل) سيكون محايدا لأنه ليس متحزبا وسودانيته تجعله محايدا وبالفعل بدأت العمل في 1980 ثم انتقلت إلى لندن حيث تلقيت تدريبا مهنيا”.

وتابع جبريل “في 1983 أصبحت مسؤولا عن تحرير الشرق الأوسط بالمغرب.. آنذاك تقرر طبع الصحيفة في المغرب وهو ما رفضته الصحف ونقابة الصحافة وقررت الصحف أن تحتجب عن الصدور، وكانت هذه الفترة أصعب فترة في عملي كمراسل، حيث طلب من الصحافيين المغاربة الاستقالة من الشرق الأوسط وطلب من المسؤولين مقاطعتها، فوجدت نفسي في قلب عاصفة. لكنني واجهتها بعكس ما كان يطلبه مني مسؤولو الصحيفة، إذ بدأت أبحث عن المصالحة”.

في 1985، يقول الإعلامي السوداني، وقع “حدث كبير”، إذ قرر الملك الراحل الحسن الثاني أن يجري حوارا مع الشرق الأوسط على اعتبار أنه هو الذي وافق على طبعها ومقاطعتها اعتبرها موجهة ضده، “استقبلنا الحسن الثاني وخصنا بحديث طويل جدا. وعبر عن سعادته من محاورة الشرق الأوسط.. قال إنها لها مصداقية ومعقولة”.

واسترسل “طلبت من رئيس التحرير عرفان نظام الدين.. أن يشكر الملك ويقول له إننا ركضنا وراء هذا الحوار أكثر مما ركض عويطة والمتوكل في ألعاب لوس أنجلوس”.

وكشف جبريل أن هذا الحوار فتح الأبواب أمام الصحيفة وحدث تحول كبير، من فتحسنت الأوضاع وأصبحت الشرق الاوسط هي المنبر الذي يختاره الجميع، وأضاف “في عز المقاطعة كان شخص رفض المقاطعة؛ هو الراحل سي محمد بوستة.. قالي لي أنا أتعامل معك لأنك صحافي لجريدة “العلم” ولا يمكن للعلم أن تقاطع نفسها”.

واعتبر جبريل أن الحسن الثاني تعامل بطريقة ذكية مع “الشرق الأوسط”، إذ اعتبر أنها صحيفة تطبع في المغرب ولا تكلف المغرب “فلماذا لا نستفيد منها في قضية الصحرا ء وهي نقل وجهة نظرنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *