مجتمع

“السجون” تتهم معتقلي الريف بـ”التمرد” .. وتتخذ في حقهم عقوبات

أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أنها قررت اتخاذ قرارات تأديبية في حق معتقلي حراك الريف بسجن “راس الماء” بفاس، حيث قامت بتوزيعهم على مؤسسات سجنية متفرقة، ووضعهم في زنازين التأديب الانفرادية (الكاشو) ومنعهم من الزيارة العائلية ومن التواصل عبر الهاتف لمدة 45 يوما.

واتهمت مندوبية السجون في بلاغ لها اليوم الإثنين، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، “مجموعة من السجناء على خلفية أحداث الحسيمة بالتمرد والتنطع في وجه الموظفين والاعتداء عليهم ورفض تنفيذ الأوامر”، مشيرة إلى أن عقوباتها بحق بهؤلاء المعتقلين تأتي “تطبيقا للقانون وحفاظا على أمن المؤسسة وسلامة نزلائها”.

وأوضحت مندوبية التامك أن التحقيق الإداري الذي فتحته مصالحها حول نشر تسجيل صوتي لقائد حراك الريف المعتقل ناصر الزفزافي، خلصت نتائجه إلى “وجود تقصير مهني جسيم من طرف مدير السجن المحلي رأس الماء بفاس وعدد من موظفي هذه المؤسسة، والذين اتخذت في حقهم لذلك الإجراءات التأديبية المناسبة”.

ويوم الجمعة المنصرم، أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، عن إعفاء مدير سجن المحلي “رأس الماء” بفاس، وتوقيف 3 موظفين وإحالتهم على المجلس التأديبي للنظر في المخالفات المنسوبة إليهم، بناء على نتائج البحث الأولية من طرف لجنة تفتيش مركزية حول تسريب تسجيل صوتي للزفزافي من داخل السجن.

وأفاد بلاغ سابق للمندوبية، تتوفر “العمق” على نسخة منه، أنه “تقرر توقيف ثلاثة موظفين وإحالتهم على المجلس التأديبي للنظر في المخالفات المنسوبة إليهم، إضافة إلى إعفاء مدير المؤسسة المعنية، وذلك في انتظار استكمال البحث الإداري لترتيب الإجراءات القانونية اللازمة في حق كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الملف”.

وتابعت المندوبية، أنه “اتضح من خلال المعطيات الأولية التي تم الحصول عليها عند مباشرة البحث في هذا الموضوع، أن “السجين المعني استغل ادعاءه التواصل مع أقربائه من أجل إجراء تسجيل يسعى من خلاله إلى تحقيق أهداف أخرى لا تمت بصلة إلى التواصل مع ذويه في إطار الحفاظ على الروابط الأسرية معهم”.

وأشار البلاغ، إلى أن “السجين المعني قام والسجناء الآخرون من نفس الفئة المعتقلون بنفس المؤسسة، بالتنطع ورفض تنفيذ أوامر الموظفين بالدخول إلى زنازينهم، بل ذهبوا إلى حد تعنيف عدد منهم. وقد خضع الموظفون المعنفون بسبب ذلك لفحوص طبية بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، كما تقدموا بشكايات لدى النيابة العامة المختصة بهذا الخصوص”.

وكان ناصر الزفزافي قائد حراك الريف المعتقل بسجن “راس الماء” بفاس والمحكوم بـ20 سنة سجنا نافذا، قد كشف عن موقفه من حرق العلم الوطني بالعاصمة باريس، خلال احتجاجات مؤيدة لمعتقلي الريف.

ووصف الزفزافي حرق العلم المغربي بأنه “عمل إرهابي ومهين وشنيع”، وأن من أقدم على فعله يعتبر من “الخونة والعملاء الأغبياء والحمقى والمنافقين”، وفق تعبيره، مضيفا: “هذا العلم لم نخرج يوما لنحاربه بل خرجنا من أجل محاربة الظلم”.

وقال الزفزافي في تسجيل صوتي مطول تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي: “لم أكن مضطرا للقيام بهذا التسجيل الصوتي لولا غباء الأغبياء وحماقة الحمقى ولولا شرذمة المنافقين والخونة والعملاء، والتي كنا نحذر منها دائما في الرسائل التي كنت أرسلها إلى والدي وكانت تنشر على صفحته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *