مجتمع

سبع نساء.. مراكشيات تحدين الإعاقة وامتهن الطرز المغربي (فيديو)

لم تكن وضعيتهن الصحية معيقا أمام اندماجهن داخل المجتمع، ولم تجعلهن صعوبة الحركة والتنقل يتنفسن يأسا أو يتذمرن من الحياة، هن سبع نساء مراكشيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، فكرن في تأسيس تعاونية للصناعة التقليدية، ليقتحمن بها عالم التجارة والتسويق.

ببرج أكدال، سيدي اعمارة، بالمدينة الحمراء مراكش، تجلس كل سيدة منهن في زاوية خاصة بها داخل محلات تجارية مفروشة بأثاث المنزل، تداعبن الخيوط والإبر برشاقة وتفان، لينتجن نقوشات مغربية أصيلة على أقمشة تختلف ألوانها وأحجامها حسب طلبات الزبائن.

استقلالية واندماج

تقول رئيسة التعاونية، فاطمة الكساسي، وهي كذلك معلْمة طرز و”راندة” (نوع من الخياطة اليدوية المغربية)،بنبرة مفعمة بطاقة إيجابية، “بمقدورنا أن نخيط ونطرز جميع أنواع الملابس والتصاميم بجميع أنواعها، سواء التقلدي أو العصري”.

وتضيف فاطمة في حديث مصور مع جريدة “للعمق”، “إن من أسباب تأسيس تعاونية الصناعة التقليدية “الصابرات” للفتيات المعاقات؛ هو تحقيق استقلالية لذواتنا وفرض وجودنا رغم وضعيتنا الصحية الصعبة، ومن أجل الاندماج داخل المجتمع وأن يشاهد الناس الإنتاجات الفنية الخاص بهذه الفئة التي ظلت مهمشة في مجتمعنا”.

وتابعت القول؛ “لقد شاركنا في معارض وطنية ودولية، ولا مشكل في كوننا سيدات معاقات، لأننا نخرج لنقضي مصالحنا الخاصة، ونمارس أنشطتنا الصناعية والتجارية بكل استقلالية وراحة، ونشارك بها في معارض ومهرجانات في شتى المدن والمناطق”.

صبر وحنكة

تروي عتيقة النخيلي، وهي نائبة رئيسة “الصابرات”، أنها ومنذ سن السابعة وهي تتعلم فن الخياطة، إلى أن أصبحت معلْمة في العديد من الجمعيات والتعاونيات، “وهذا افتخار لي لأنني علمت العديد من الشابات اللواتي تعانين من إعاقات مختلفة”، تقول عتيقة.

وتوجه في حديثها، رسالة إلى الأشخاص الذين يعانين من إعاقات جسدية تعيق حركتهم؛ “بما أن الله قد منحك عينين، والقليل من الصحة، فيجب عليك أن تقاوم وتقاوم، لا أن تغلق عليك الأبواب، لأن ذلك لن يزيد سوى في مرض الإنسان”.

أما نادية المحجوبي، والتي تشغل أمينة مال التعاونية المذكورة، فقد جاءت أول مرة لا تعرف الخياطة ولا الطرز، إلا أنها تعلمت مع زميلاتها في الورشات. إذ عبرت في حديث مع “العمق” عن امتنانها بالقول؛ “أنا ممتنة لهن جميعا، ونحن الآن نستفيد من بعضنا البعض، وأنا معجبة بهذه الحرفة، لذلك تعلمتها بسرعة”.

وتابعت حديثها؛ إن “الأشخاص الذين يعانون من وضعية إعاقة حركية، يليق بهم الاشتغال في مجال الصناعة التقليدية، لأنها سهلة ولا تحتاج لكثرة الحركة أو الوقوف”.

الولوجيات والتنقل

وقد عبرت النساء عن معاناتهم اليومية مع وسائل التنقل داخل المدينة الحمراء، إذ قالت عتيقة إنها قبل أن تملك دراجة نارية، كانت تجد صعوبة في التنقل؛ فسائقوا سيارة الأجرة لا يتوقفون عند رؤية الكرسي المتحرك، حسب تعبيرها، وحافلات النقل الحضري لا تتوفر على ولوجيات تساعد الشخص المعاق على الصعود.

أما نادية، فقد كانت تستفيد من التنقل الذي توفره مؤسسة دعم حركية الأشخاص في وضعية إعاقة بجهة مراكش آسفي، لما كانت تقطن بمدينة مراكش، أما الآن وبعد انتقالها للعيش في ضواحي المدينة بـ”دوار الهنا”، لم تعد تستفيد منه، لأنهم يحتاجون إلى تراخيص للخروج من المجال الحضري وفق كلام مسؤولين في المؤسسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *