مجتمع

بعد وفاتها بالمستشفى.. أسرة امرأة حامل تتهم طبيبا بالإهمال

في بيت من غرفتين ومطبخ، استقبلتنا فاطمة بألم يبدو ظاهرا على محياها، وبصوت مخنوق بالبكاء تحكي لنا تفاصيل وفاة ابنتها ‘سناء’ ذات الخمسة والثلاثين سنة، بسبب الإهمال الذي طالها بالمستشفى الإقليمي “بسيدي قاسم”، الأسبوع المنصرم، والذي توجهت له بعد شعورها بألم حاد ببطنها، وهي الحامل في شهرها السابع.

والدموع تغالب عينيها، تقول فاطمة والدة سناء، المرأة الحامل التي توفيت بمستشفى سيدي قاسم: “ابنتي عانت من الإهمال من طرف الطبيب المداوم، ناهيك عن وصفة طبية زادت من شدة ألمها، وتسببت في تدهور حالتها الصحية هي وجنينها، إلى أن وافتهم المنية بين ليلة وضحاها.. حدث كل شيء بسرعة، لم نستوعبها”.

حاكية أطوار الواقعة بحرقة وألم أم مكلومة في فلدة كبدها، تقول فاطمة في حديث لـ”العمق”، “ابنتي كانت تتمتع بصحة جيدة، لم تكن تشتك من أي مرض قيد حياتها، إلى أن جاءت تلك الليلة التي أحست بألم ببطنها، أصرت على أن تذهب إلى المستشفى بسيدي قاسم لتعرف سببه، نقلتها بمعية زوجها ليكشف الطبيب عن حالتها، مطمئننا بأن صحة الجنين جيدة، والأم كذلك، وأنها لا تتطلب أي تدخل، ومدنا بوصفة طبية عبارة عن “تحاميل”، لتخفيف الألم”.


‏وتضيف “عدنا أدراجنا إلى البيت، لكن الدواء لم يجد نفعا، بل على العكس زاد من حدة وجعها، وأصبحت تتقيء، ولم تنم الليلة كاملة من شدة الألم، ولم يغمض لنا جفن، إلى أن لاح ضوء الصباح.. يوم مرت فيه الأحداث بسرعة البرق”.


غالبتها الدموع المحملة بالألم والحزن، قالت الأم فاطمة “عدنا إلى المستشفى، للكشف عن حالتها آملينا أن يتوقف الوجع، وتعود ابنتي إلى بيتها وأولادها، لكن حصل العكس، انتظرنا الطبيب كثيرا، كلما استفسرنا الممرضة قالت لنا بأنه في غرفة العمليات، لنتظرنا لحوالي ثلاث ساعات، وسناء ويتناوعها الألم وتتقيء، حوالي الثانية بعد الزوال جاء الطبيب، كشف عن حالتها ليخبرنا بأن الجنين قد مات وضغط دمها مرتفع، وطلب منا نقلها إلى مستشفى القنيطرة أو الرباط، بدعوى أن التجهيزات غير كافية، ولا يمكن أن يفعل شيئا”.

وتحكي الأم أنهم أخرجوا سناء إلى سيارة الإسعاف، تزامنا مع أذان العصر، لنقلها إلى مستشفى القنيطرة، وواصلت والألم يعتصر قلبها، “عندما وضعت ابنتي على الحمالة لم يكن حزام لتثبيتها، وسرعان ما تهاوت ووقعت في الأرض، فلم أتمالك نفسي وهرولت مسرعة لحملها وتقيأت الدم حينذاك”.

بعد نقلها إلى مستشفى القنيطرة، تقول الأم، وصلنا خبر وفاتها، مستدركة “ابنتي توفيت بسيدي قاسم إثر إهمال كبير من الطبيب وعدم متابعة طبية صحيحة، مطالبة بإرجاع حق ابنتها وأن يأخذ الطبيب جزاءه لعدم أخذ الحالة بشكل جدي”.

من جهتها قالت أخت السيدة المتوفاة بحرقة وألم “خسرنا فلدة كبدنا، بإهمال من الطبيب، وعدم أداء واجبه”، كما أوضحت أنه طالبهم بتحاليل في اليوم ذاته، “مشددا على أنه سيذهب بحلول الساعة الخامسة ساعة انتهاء دوامه، ولن ينتظر نتائج التحاليل من المختبر، لم يراعي لحالة مريضته المتدهورة”.

كما أضافت بأن الضحية حرمت منها بناتها، الكبيرة ذات 17سنة، تعاني من مرض السكري المزمن، والأخرى ذات الأربع سنوات، لم تستوعب بعد وفاة أمها، وهي في عمر الزهور.

وطالبت أخت الضحية المسؤولين بأن يتابعو المسؤول عن وفاة سناء، راجية بأن لا يتكرر هذا “الاهمال” مرة اخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 4 سنوات

    الأهمال هو أن يكون طبيب واحد مكلف بالعمليات والمستعجلات في نفس الوقت لو كان هناك طبيب آخر مكلف بالمستعجلات فقط لما حدث المكروه اللهم ارحمها إنا لله وإنا إليه راجعون