منتدى العمق

السكوت

السكوت ليس دوما علامة الرضى؛
السكوت أحيانا علامة نضوب مخزون الأمل، ومنسوب الوضوح، وجرعات الثقة ؛
أحيانا ،هو علامة اندهاش بل إحساس بتيه ودوار يفقدك توازنك، فتظل تسأل :أين أنا؟
ولا جواب.
السكوت هو إحساس مبكر بنهاية الحلقات ، وانصرام وقت المبررات؛
السكوت ان لا تبالغ في وضوحك في هذا العالم الأعمى؛
السكوت ان ترى بأم عينيك اهتزازات ومواقف رجفاء وادعاءات ،
أن تعاين اللامنطق يتحدث بالمنطق، ويصرخ بأنه منتهى العقل…
ان تلمح في العيون غلالة كذب وحزمة بهتان….
ان تعاين عن قرب، انتصار “التشفي” على ” التدافع” و غلبة ” الرعونة ” على “المودة” و مرادفاتها النبيلة ؛
والحال انه انتصار أحور و رعونة مثيرة للشفقة ومسامير صدئة تدق في حزمة عود فتفكها… ألم يعلموا ان العود ضعيف بمفرده، قوي بحزمته؟!
السكوت ان يوقعوا معك على معاني سامية: حرية الرأي وحرية التعبير ما لم تمس الجوهر….
فيصادرونك هذا الحق فجأة، ويعادونك ، ويتحججون بانك وبانك وبانك …. لأنك فقط لست للتنميط والتسميط….
لانهم يريدونك نسخة مكرورة باردة وجوفاء؛
السكوت ايضا ان تقسم لكل الناس أن هناك مشتركا حصينا و منيعا يحتويك ويحتويهم ، فتستفيق ذات يوم وتكتشف ان اعتقادك بضع حلم…
انك كنت تبني فوق كتبان رملية ليس إلا ؛
السكوت ان ترى كلا يغني على ليلاه، فلا ليلاك ليلاهم ، ولا ليلك ليلهم…
انك استفرغت الوسع في الاغتراف من “حسن النية “والتماس العذر” و”انتقاء قواميس التبرير” حتى اكتفيت….
وبكلمة، السكوت قصة عنوانها”لاشيئ يحكى”،ولا داعي ليحكى ولا معنى لأن يحكى….
و إلى ان تسكت دهشتك، وتهدأ اساريرك، وتستطيع ان تلتمس العذر لنفسك ولطيبوبتك ولإخلاصك ….فتفتح صفحة أخرى وتخط عليها بضع كلام…. سيظل السكوت ملاذك ، تفر إليه عن قناعة، حتى لا تؤذي نفسك وغيرك، فتفك عبره شفرة امتعاضك.
انه السكوت، جرعات مرة ، أي نعم هي مرة لكنها افضل من قطع شعرة الأخوة الف مرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *