وجهة نظر

لولا البيض لا ضاع العلم!

رحل من بلدته (الريش)، خلال فترة الثمانينيات، حط الرحال بفرنسا، تفوق في دراسته، لا ملكية له، إلا دماغه/عقله.

تبوأ درجات علمية عديدة، بهر البلاد والعباد بعلمه، ولكونه ابن الهامش، لم يكن يستمتع بالحياة الفرنسية، بجمال أمكنتها وطعامها وشرابها وألبستها الغالية وابتسامة نسائها، كان يسرق المتعة بالبصر وهو يطوف في أمكنتها ويطل عليها من نوافذها وزجاجها…كان يتلصص على لذة الحياة ببصره الشقي فقط.

هو فقير وما في جيبه فقير ومن يطوف به من رفاقه، فقراء.

وحده الفقر صديق وفي له. ذات يوم، أفشى سرا من أسرار حياته، لصديقه، ابن الهامش أيضا، قال له: لولا البيض، يا صديقي، لضاع العلم. ضحكا حتى النخاع، فهم صديقه الهامشي أيضا سر البيض. فماذا، كان سيقع، لو لم تبض الدجاجة بيضها؟ بماذا كان سيعيش ويقاوم ثلج فرنسا في زمن شتائها ليقدرعلى “تحريك جبالها”؟.

عاش بين ريش وطنه ومات على ضفاف ريش فرنسا…ولولا البيض لضاع العلم، والمجد لدجاج العالم، محتضن الطلبة والفقراء، قالها لي وهو يضحك حتى أقفلت عيناه بدمع الفرح المنتصر على الفقر والترحم على الآتي من هناك، من ريش وطنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *