الساسي: الأحزاب جعلت خطاب الملك مرجعية.. والحرية بالمغرب مصطنعة (فيديو)

سعيدة مليح

انتقد القيادي في حزب الاشتراكي الموحد، وأستاذ العلوم السياسية، محمد الساسي، تعامل الأحزاب السياسية في مواقفها مع ما يأتي في “الخطاب الملكي” من توجيهات، قائلا: “جعلوه كوحدة المرجعية”، مشددا على أنه “لا يمكن للنقاش العمومي أن يعتمد على وحدوية الخطاب”.

جاء ذلك في ندوة “دور الإعلام في تنشيط النقاش العمومي المجتمعي”، أمس الخميس، من تنظيم المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، بمقر الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، بالرباط.

وأضاف الساسي، قائلا: “اليوم نظام المغرب علميا هو سلطوي وليس دكتاتوري، والنقاش العمومي الآن ليس هو النقاش المأمول”، مضيفا أن “التيار السياسي في النقاش العمومي، هو ما لدى وزارة الداخلية”، مشيرا أنه “يمكن أن نتوفر على 500 حزب، لكن في النهاية سيبقى لها رأي واحد”.

وقال إن “أجمل دورات الانفتاح للنقاش العمومي في المغرب، ما تعلق بظهور نقاش 20 فبراير في الإعلام العمومي، والآن نود أن تعود تلك اللحظة لتصبح هي القاعدة لا الاستثناء، دورة التشدد تلتهب هي المكاسب الآن نحن في دورة التشدد”.

وفي حديثه عن الحرية بالمغرب قال الساسي “هناك حدود مصطنعة للحرية، مثل إضافة المؤسسات الأمنية إلى لائحة المقدسات” مردفا أن هذا “الأمر غير معلن لكنه الواقع الآن”، مضيفا أن “العالم الأزرق كسب الرهان بملء الفراغ، والسلطة تود تجاوز الأمر بالقمع”، على حد تعبيره.

وخلال حديثه عن النقاش السياسي في الإعلام العمومي، ركز الساسي على عدد من القواعد انطلاقا من “الحرية” بالقول “لا نقاش عمومي بدون حرية في التشخيص وحرية في المناقشة، فضلا عن “التعددية” في الخطاب”.

وأضاف الساسي أن “الإعلام العمومي من المفروض أن لا يكون دوره هو التوجيه وإعطاء مشروعية لبرنامج معين، لأن مشروعية العرض مفتوحة على كل البرامج الموجودة في الساحة” بل يجب على الإعلام العمومي أن “يتميز بالحياد الحذر، ويساهم النقاش العمومي في التنوير”.

وأشار أن “الإعلام العمومي أبان عن جرأة في طرح المواضيع الاجتماعية” من خلال مناقشته لعدد من القضايا كـ”الإجهاض” و”السموم التي نأكل” “قضايا الصحة” “البغاء” “الجن” “مي عيشة” ولكن لم يتم الأمر نفسه بالنسبة للقضايا السياسية”.

واستطرد الساسي أن “المشكل ليس في الطاقم البشري بالنسبة للإعلام العمومي، بل في ما هو مفروض عليهم”، منوها أن “الصحفيين المغاربة حين يذهبون لمنابر أجنبية يصبحون “شعلة”.

ودعا الساسي، لمشاركة النقاش العمومي، بالقول “إن الجميع معني بالبحث عن الحل”، مفترضا “أن المشكلة الواحدة يمكن أن يكون لها عددا من الحلول”، مضيفا أن “المشاكل تعالج بالحوار في إطار تفعيل السلمية، حتى لا يجد العنف سبيلا للتجريب”.