هل يحتاج الوطن إلى رجال سياسة أم رجال تنمية؟

تدبير الوطن فن لا يتقنه الجميع كما هو مطلوب … لأنه فن صعب ومعقد تتشابك فيه خيوط الاشخاص في حل الازمات.. ولكنه يهون حين يكون جماعيا … حيت يفترض في التدبير الجماعي إيجاد صيغ تعتمد بالأساس على تجاوز بدور السياسة وخلافاتها التي لا ولن تنتهي ابدا ومحاولة إعطاء الفرصة للجميع ليحاولوا أن يساهموا من مواقعهم بالقدر اليسير الذي يملكونه …منها يتم إعادة النظر في النواقص التي يعرفها البلد .. طبعا ليس بمنطق جهل تلك النواقص ولكن بمنطق فهمها وفرز الأولويات منها … ومنها أيضا عدم الوقوع في وضع برامج يخترقها الميز التنموي الذي لا يرسم حلما ولا يداوي جرحا ولا يزرع أملا …ولكن للٱسف السير على هذا المنهاج سيفرض التقاء طرفين ممن يخططون للبلد ويحركون صخوره، ٱحدهم رجل سياسة والآخر رجل تنمية وشتان بين الإثنين !!! فايهما يحتاجه الوطن ؟؟؟ .

عموما وبناء على مبدٱ “التعميم منطق الجهلاء” لن نصف احد بالمثالية ولا بالمادية.. لان الوطن ٱمانة وهو مسؤولية الجميع لكن الاشكال الكبير ان البعض يضع احدى رجليه على ٱرض الوطن ويضع الأخرى على ضفاف مجهول، يتوارى في ركوب الامواج، ويبيع ويشتري بوطنه بمنطق الهمزة والهوتة ،تراه يصبح مجبرا على التملق والتنازل على صدقه ومبادئه ليحظى بالقليل من حقه الغير المشروع، يغيب فيه حس المبادرة.. همه الوحيد الضرب تحت الحزام، قاموسه فقط الكلام والكلام ،يشتغل بلا ضوابط ولا مساطر ….يعيش في الاوهام بل ويصنعها… ولكنه نسي ان اليٱس يسكن نفوس الصغار والكبار في بيئة تتسم باللاعدل في توزيع التروة .. مما افقدهم التقة في الوطن ككل حاملين الضغينة على على من يمثلونهم باعتقادهم انهم يسيسون مطالب العباد لبلوغ المناصب ..النقاش كثير والوان الاختلاف عديدة والعدل المخل يرن جرسا خطيرا …

فما لم يكن هناك حس بثقل المسؤولية وعمق الاشكالات واستحضار الرغبة في تنزيل الحلول رغم الاكراهات فإننا نتجه بالوطن الى مصير مجهول ..