مجتمع

مناظرة مغربية أمريكية بمراكش.. هل يتجه المغرب لـ”أنجلزة” التعليم العالي؟

أوضح الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، إدريس اعويشه، أن الدافع وراء استلهام أنظمة للجامعة المغربية من الجامعات الأمريكية، هو كون هذا النموذج ناجح عالميا ويحصل على تصنيفات عالمية، مستحضرا هاجسي اندماج الطالب في سوق الشغل والهدر الجامعي.

وقال اعويشة على هامش المناظرة المغربية-الأمريكية اليوم بمدينة مراكش، “إن هناك نماذج عديدة ناجحة، والنموذج الأمريكي واحد منها، ونحن نعلم أنه عند الحديث عن التصنيفات العالمية نجد دائما أن  الجامعات الأمريكية تحصد بين 40 و60 بالمائة من بين أفضل الجامعات العالمية”.

وتابع المتحدث في تصريح لجريدة “العمق”، أن “النظام الجامعي الأمريكي ناجح، ونحن سنبحث في هذا اللقاء عن ما يناسبنا، لأن ليس كل ما ينجح في أمريكا سينجه في المغرب، في ظل وجود اختلافات في الأوساط والثقافة”.

وقال الوزير المنتدب في التعليم العالي “إن الجامعة التي لا تبحث باستمرار عن كيفية التحسن لا يمكن لها أن تتقدم، هذا التقدم لا يأتي إلا بالبحث عن الأفضل والأحسن، وفي بعض الأحيان لا داعي لاختراع العجلة إذا كانت التجارب ناجحة، بل يجب علينا البحث فيها عن التي تفيدنا”.

وأوضح أن لقاء اليوم بمدينة مراكش، حول “الإصلاح البيداغوجي الوطني بالتعليم العالي: تنزيل الباكالوريس”، والذي يجمع جامعيين مغاربة وأمريكيين، “سيعمل للاطلاع على الممارسات الفضلى الموجودة في الجامعات الأمريكية، قصد الاستفادة منها وأخد ما يصلح لمنظومتنا ووسطنا وثقافتنا المغربية”.

وزاد المسؤول الحكومي بالقول إن “أهم ما ستتم مدارسته إضافة إلى اكتساب المعارف، هو الاستثمار في تكوين الطالب للعمل على اكتساب المهارات والكفايات التي تساعده على النجاح في مساراته الحياتية والعملية والمهنية”.

وتابع المتحدث أن “هاجس وزارته الآن هو قدرات الطالب في الولوج إلى سوق الشغل بعد تخرجه، بالإضافة إلى هدر جامعي بنسب عليا لا نسعد بها، ولذلك نفكر في كيفية كيفية مواجهة هذه الهواجس، والعمل على تحسين وضعيتنا ومردودية الوضعية الداخلية والخارجية للمنظومة”.

من جهته أوضح القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالمغرب، “دافيد غرين”، أن بلاده شريكة مع المغرب منذ فترة طويلة في البحث عن النجاحات في التربية والتعليم، وأن لقاء اليوم هو من أجل مناقشة كيف يمكن للحكومة الأمريكية أن تساعد الحكومة المغربية في إنجاح برنامج إصلاحات التعليم العالي.

وأضاف “غرين” أن الحكومة الأمريكية تستثمر أكثر من 250 مليون دولار في نظام التعليم والتربية بالمغرب، بداية من الصفوف الابتدائية، عن طريق تحسين قراءة اللغة العربية، وبرنامج “فوبرايت” الذي يوفر للشباب المغاربة فرص لاستكمال دراساتهم الجامعية في الولايات المتحدة.

يشار إلى أن أشغال المناظرة المغربية-الأمريكية المنظمة بكلية الطب بمراكش، 7 و8 يناير 2020، تهدف من خلال عدة ورشات نقاش في موضوع “الإنتقال إلى نظام البكالوريوس: الفرص والتحديات المطروحة”، وورشة “اللغة الإنجليزية كلغة للتدريس”.

بالإضافة إلى موضوع “إعداد الطالبة للولوج سوق الشغل”، وموضوع “إعداد مسالك للتكوين ونظام الأرصدة القياسية”،(تهدف) إلى استكشاف سبل وآفاق تطوير التعاون بين البلدين في مجال التعليم العالي.

ويشارك في أشغال هذه الأيام، رؤساء الجامعات العمومية والخاصة وممثين وزارة التربية والتعليم، وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، واللجنة المغربية للتبادل التربوي، وجامعات التعليم العالي بالولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، بالإضافة إلى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ووزارة الاقتصاد المالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *