مجتمع

محلل سياسي: توتر الأوضاع بين إيران والولايات المتحدة قد يمس المغرب

سعيدة مليح

قال منعيم أمشاوي، رئيس مركز تفاعل للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية بالرباط، وعضو المؤسس للمجلة المغربية للدراسات الدولية والاستراتيجية، إن “أي تطور للأوضاع بين أمريكا وإيران ممكن أن يقود إلى المس بمصالح مختلف الدول رغم البعد الجغرافي، وباعتبار تموقع المغرب في الساحة الدولية والإقليمية، وبحكم حجم المصالح المتشابكة بدول منطقة الخليج، فإنه مما لاشك فيه سيتأثر”.

وأضاف صاحب دكتوراه “المحددات التاريخية والجيوسياسية للأمن القومي للمغرب”، في تصريح لجريدة “العمق”، أن المغرب “قد يكون في حال تطورت الأمور إلى مواجهة شاملة، مضطرا إلى المساهمة في الدفاع عن حلفائه في المنطقة ضد التهديد الايراني، الذي بدا واضحا أنه سيشمل دول المنطقة، في حال استخدمت القواعد الأمريكية فيها للهجوم على طهران”.

وأشار الباحث إلى أنه “سبق للمغرب أن قطع علاقته الدبلوماسية مع إيران، متهما إياها باستهداف أمنه واستقراره، وصنف ذراعها المتمثل في حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية، واتهمها بدعم جبهة البوليساريو عبر تسليحها وتدريب عناصرها، وتعد هذه المرة الثانية في فترة حكم الملك محمد السادس التي يقطع فيها المغرب علاقته بإيران”.

وأردف أمشاوي أن المغرب سبق له أن قطع علاقاته بإيران على خلفية التصريحات الإيرانية العدائية تجاه مملكة البحرين، موضحا أن العلاقات المغربية الإيرانية وفق هذه المعطيات، وصلت إلى درجة من القطيعة، لا يستبعد أن تزيد الأحداث الأخيرة في توترها.

وعن علاقة المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، وصفها رئيس مركز تفاعل للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية بـ”الجيدة على أساس الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين، فضلا عن اعتبار المغرب شريك من خارج حلف الناتو”.

ووصف أمشاوي الرد الإيراني على تصفية الولايات المتحدة الأمريكية لقاسم سليماني باستهداف قواعد أمريكية بالعراق، بأنه “رد إعلامي أكثر منه رد عسكري جدي”، مشيرا إلى أن “أي احتمال تطور الأمور في اتجاه مواجهة شاملة، مستبعدا في الوقت الحالي على الأقل”.

وفي السياق نفسه، أوضح أمشاوي أن “تموقع المغرب في هذا السياق واضح خصوصا باستحضار العلاقات المتميزة بدول الخليج، رغم الانقسام الحالي في بلدان المنطقة الذي نأى المغرب بنفسه عن تداعياته”، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *