سياسة

خبير: العالم لم يعد يسمح بالانفصال والحكم ذاتي مصالحة ثانية بالمغرب (فيديو)

رئيس مغرب الجهات

شدد الخبير في العلاقات الاستراتيجية سعيد الخمسي على أن فكر الانفصال أصبح يعرف في عالم اليوم انحصارا ولم يعد يحظى بالدعم الدولي، واعتبر أن “جميع الأطروحات الانفصالية في العالم تسير نحو الانهيار إن لم تكن انهارت”، كما أشار إلى أن الظروف الإقليمية تجعل من المستحيل قيام دولة جديدة في الأقاليم الجنوبية المغربية.

وأبرز نائب رئيس مركز الأطلسي للدراسات الأمنية والتحليل الاستراتيجي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن التغيرات التي يعيشها العقل الإقليمي والدولي “لم تعد تسمح بقيام أطروحات الانفصال”، أن “القوى والدول العظمى في العالم أصبحت تفضل إنشاء شركة جديدة بدل إنشاء دولة أخرى”.

وأشار الخبير المغربي إلى قضية الصحراء المغربية شهدت تحولات هامة في مسارها، أولها انتصار المغرب في معركة حقوق الإنسان وتمكنه من إيصال خطاب المظلومية التي تعتمده “بوليساريو” إلى نهايته، وذلك بالتطور الكبير الذي عرفه الملف بالمغرب، وأوضح أن الجميع اليوم يشهد على أن المغرب لا يمنع أي أحد من العالم من زيارة الأقاليم الجنوبية ليقف على هذا التطور.

وأضاف أن التنمية بالأقاليم الجنوبية تعرف تطورا على جميع المستويات، وأعطى مثالا على ذلك بتطور زراعة الطماطم بمدينة الداخلة، واسترسل “ولا أحد كان يقول قبل أربع أو خمس سنوات أن الداخلة ستهدد عرش الطماطم في أكادير، ونحن نرى اليوم أن الداخلة أًصحبت من كبار منتجي الطماطم ومصدريها إلى الخارج، والإنتاجات الفلاحية في الأقاليم الجنوبية تتميز بالجودة التي تعد ركيزة التنافسية العالمية”.

في السياق ذاته، سجل الخمسي أن “أبناء الأقاليم الجنوبية أصبحوا اليوم يساهمون في تنمية المغرب كاملا بل من يساهم في منظمات دولية وليس فقط في تنمية المنطقة”، وهو ما اعتبره مؤشرا على “التطور البشري الذي تعرفه البنية السكانية في الأقاليم الجنوبية”.

الخمسي في تصريحه لجريدة “العمق” على هامش المنتدى الاستراتيجي المغربي المصري بالداخلة، اعتبر أن العالم يعيش تحولات لم تعد تسمح باستمرار أطروحات الانفصال بل تدعم التكتل، وقال “آخر حركة انفصالية في إفريقيا ظهرت منذ الثمانينات، والتجارب التي تدعم البوليساريو وتتبجح بها كلها فشلت، إضافة إلى أن تجربة الانفصال في السودان تسير إلى مجاعة كبرى”.

وشدد على أن “جميع التجارب التي ذهبت نحو الانفصال تسير اليوم نحو الانهيار إن لم تكن انهارت أصلا، أما التجارب التي تسير نحو التكتل تتقوى”.

وأبرز أن المغرب استطاع مراكمة خبرة في الإنصاف والمصالحة وأنه “يعيش اليوم مصالحة من نوع آخر لأن مشروع الحكم الذاتي ليس مجرد إجراءات تقنية بل هو تصور ذو بعد فلسفي وبعد روحي ولا يجيب فقط على إشكال التراب بل يجيب على مشكل الإدماج وليس فقط مشكل التراب، وهو ما يمكن أن نعتبره مصالحة ثانية في تاريخ المغرب بين الوطن الأم والإخوان الذين اختاروا في وقت سابق الانفصال”، يقول الخمسي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *