وجهة نظر

سريالية الاحتجاج

مشهد الاحتجاج في شوارع الرباط لا يصدق، هذه الفئات والتي أغلبها محكوم بهيئات نقابية مأجورة وأحزاب نافذة تبحث عن تصريف فشلها وزلاتها أحزاب ونقابات تحرض أتباعها على النزول إلى الشارع للتظاهر ما دفع بالأساتذة ينتفضون ويطالبون برحيل كل من لا يبال بقضاياهم العادلة (كالترقية بالشهادات- والترقية بالا ختيارو التي مرت في مشهد سريالي واستفاد منها الأموات قبل الأحياء-وما مسرحية الحوار الاجتماعي إلا دراما بكل مقومات المسرح الشكسبيري … .

فاختلط الحابل بالنابل في الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة الرباط وبين الفينة والاخرى المديريات الاقليمية ، في مشهد سريالي أقرب إلى الخيال. مشهد ينقلب فيه المسؤولون على ذواتهم ، فشوارع الرباط لا تخلو من هؤلاء المحتجين و المتظاهرين ، *أساتذة التعليم الابتدائي إلى جانب *أساتذة الا عدادي و الثانوي ،* والنقابي الى جانب * التنسيقي (نسبة الى التنسيقيات التي أضحت بديلا للنقابات) لما أكتشف أمر ها غذاة الا صلاح المشؤوم لانظمة التقاعد والذي سيظل وسمة عار على جبين تلك النقابات الهرمة ،*الا تحادي جانب *الاستقلالي*واليساري جانب الا خواني ،* كلهم يهتفون بانصاف هؤلاء المحتجين ، وإبعاد المسؤولين عن القطاع وحتى عن الحكومة ، متهمين اياهم بعدم الوفاء بتعهداتهم ، ورئيس مجلس النواب في سبات عميق وكأن الامر لا يهمه ، وهو ذاته زعيم اشتراكي سبق وأن تقلد مسؤولية القطاع في حكومة اليوسفي .. وتصريحات أعضاء الحكومة لا تصدق، هذه الحكومة المحكومة بأحزاب تفهم فقط لغة “الكوطا” ،تقضي أمرها بليل بعيدا عن تبوثية الصورة فتسلط عليهم سوط عذاب من قبل قوات قمعية قيل أنها لحفظ النظام والأكثر إدهاشا في مشهد الاحتجاجات بالرباط — استعمال خراطيم المياه لتفرقة الجموع – وتكسير أضلاعهم -ولما لا حتى الوفاة كما وقع مع أب الأستاذة المتعاقدة من أسفي عليه رحمة الله فالمشهد سريالي جدا..

وهؤلاء المحتجون، ينتسبون لفئة عريضة من المجتمع المغربي ، هؤلاء التحقوا أو ضاقت بهم السبل فركنوا طوعا ومنهم آخرين مجبرين على مهنة التدريس ،في حين يفاجئك أعضاء الحكومة بأن هذه( الفوضى )في نظرهم جاءت من طرف جهات معينة في اشارة لخصومهم السياسيين . وهذا يدعو المتتبع لما يحدث بشوارع الرباط الى الدهشة ونسوا بأن مايقع بشوارع الرباط ناتج عن الاحتقان والشعور( بالحكرة) لكن هذا التمييز حدث منذ سنوات، فالمغاربة أصبحوا رهينة بأيدي أحزاب. البعض يعيد الأمر إلى تغيرات في المشهد الإقليمي والمحيط الخارجي وتأثيرات الربيع العربي ، بينما الحكومة تحمل مسؤولية المظاهرات والاحتجاج لأياد خفية تريد الثأر منها وعرقلة عمل الحكومة ، لكن هل يعقل أن ينزل هؤلاء الأساتذة من مختلف المناطق المغربية الى الرباط ونقول أنها جهات معينة هي من دفعت بهم للاحتجاج ؟

فالمشهد يظل غريبا ومربكا للحكومة ومن يؤازرها من نقابات ، خاصة وأن نقابة تنتمي للحكومة تشارك في هذا الاحتجاج بلعبة القط والفأر ، ثارة تنتقد الأداء الحكومي وتمنح نفسها شرعية الحوار مع الحكومة أثناء مسرحية الحوار الاجتماعي .وهذا مايدخل الملفات التي يحتج من أجلها هؤلاء بالرباط في فراغ جديد ..لأنهم يشعرون أو يعلمون علم اليقين ماهي نتائج هذا الحوار.

هل جاء الدورعلى هذه الفئة (الأساتذة) لكي يتم اسكاتها بالكامل ؟ وهل هناك فعلا جهات خفية تعمل على خلط الأوراق؟ أم أن ماتتعرض له هذه الفئة هو انتفاضة حقيقية تطالب بالانصاف لقضاياها العادلة من ترقية عادلة . وظروف عمل لائقة،وأمن بالمؤسسات التي يشتغلون بها ،ورد الاعتبار للمدرسة العمومية ؟

الأيام القادمة ستكون حاسمة، فإما أن يواصل المحتجون احتجاجهم ومظاهراتهم ، وإما أن أن يستوعب المسؤولون الدرس فيتفقون ويعطون لهذه الفئة القليل مما تطالب به من حقوق مشروعة وعادلة …

أو أنه من سابع المستحيلات أن يكون الاحتجاج الوسيلة التي يمكن من خلالها التعبير عن موقف واضح من ما تدبره الحكومة لإحداث تغيير في المشهد التربوي ثم السياسي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *