“صناعة القصب” حرفة مغربية أصيلة، استعملت منذ القدم في صناعة الأثاث والديكورات وكذا بعض مستلزمات المطبخ، تعتمد في جوهرها على خيرات الطبيعية وتعطي رونقا خاصا في المنازل.
الحاج عمر الهمامي الذي احترف الصنعة منذ شبابه، أفاد في حديث لجريدة “العمق” أن الحرفة تعتمد بالأساس على نباتات القصب والدفلة والدوم، التي يشتري بعضها من لدن الفلاحين فيما آخرون يعطونها للحرفيين مجانا بمجرد أخذ الإذن منهم.
ويرى الحاج الهمامي أن الحرفة التي تعد من الموروث الثقافي للمغرب وأحد جواهر الصناعة التقليدية بالبلد، تعيش اليوم انحصارا وتراجعا كبيرا أرجعه لعاملين، الأول هو “غزو” البلاستيك للمنتوجات حيث أصبحت جل المنتجات يمكن صناعتها من أشرطة بلاستيكية غير طبيعية، ثم عدم إقبال الأجيال الناشئة على تعلم الحرفة بسب سعيهم إلى الحصول على المال من الوهلة الأولى وتراجع قيم الصبر على التعلم.
الهمامي أفاد أن بضائع القصب بمختلف أشكالها أصبحت لا تكاد تباع إلا للسياح الوافدين على مدينة ورزازات، سواء من خارج المغرب أو داخله، مبرزا أن الناس لم يعودوا يقبلون على المنتجات التقليدية بنفس الكثافة التي كانت عليه من قبل بسبب ما أسماه “التطور” في إشارة إلى غزو السوق بالمنتجات الحديثة.
وبخصوص دور الدولة في الحفاظ على هذه الحرفة التقليدية، أبرز الهمامي الذي التقته جريدة “العمق” على هامش المنتدى الدولي للسياحة التضامنية بورزازات، أن دورها منحصر في المعارض وتوفير فضاء لتسويق المنتجات، معتبرا أن هذه المعارض تعد متنفسا للصناع التقليديين لتسويق منتجاتهم وإبداعاتهم.
حاوره: يونس الزهير
تصوير ومونتاج: محسن رزاق
اترك تعليقاً