مجتمع

بعد رحيله.. أسرة الشيخ بوخبزة تقرر طبع ونشر مؤلفاته عبر لجنة علمية

أعلنت أسرة العلامة الراحل محمد بن الأمين بوخبزة، أنها قررت طبع مؤلفاته الكثيرة التي ظلت في مكتبة الشيخ بمنزله دون طبع، مشيرة إلى أنها ستؤسس لجنة علمية ستسهر على انتقاء وتلخيص تلك المؤلفات بشكل دقيق، مع اختيار دار نشر علمية واحدة لذلك.

وكشفت أسرة الشيخ في بيان لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أنها ستعمل على إخراج مجموعاته “جراب الأديب السائح”، و”نُقل النديم”، و”سَقِيط اللآل”، و”رونق القرطاس”، و”عجوة وحشف”، و”عيون مراسلاته”، و”ديوان شعره”، و”مجموع خُطَبه”، وغيرها من مُنوّعاته.

ويوم الخميس المنصرم، فارق الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة الحياة عن سن يناهز الـ88 عاما، حيث شيع الآلاف جثمانه عصر الجمعة الماضي بمسقط رأسه تطوان، في جنازة عرفت توقف حركة المرور بأهم شوارع المدينة بسبب الحشود الغفيرة التي شاركت في التشييع من مختلف مدن المملكة.

وأوضحت أسرة الشيخ بوخبزة، أن الفقيد ترك “مؤلفات كثيرة ومصنفات عديدة، ابتدأ تأليفَ بعضها منذ زمان بعيد، وبقي يضيف إليها ويزيد، إلى أن وافاه الأجل، ولحق بالدار الآخرة سالمًا مُعافى وراضيًا محتسبًا”.

وأشارت إلى أن الشيخ بوخبزة كان قد أوصى خلال حياته “بأن يُنظر في تلك الأوضاع والمنشآت، ويُنتقى منها ما يتأكّد خيره ونفعه، ويُتبصّر في إخراجها، ويُتغيّى الفائدة المرجوّة، والحسنة المتلوّة، وعَهد بذلك إلى وَلَدِه وبعض تلامذته”.

وشددت الأسرة على أن نشر هذه المؤلفات سيكون “وَفق رؤية علمية قاصدة، تلحظ وصية الفقيه، وتستشعر الأمانة الملقاة على كاهل العلماء وورثتهم”، وفق تعبير البيان ذاته.

وأضافت أن ذلك لن يكون إلّا بالتأسيس للجنة علمية تسهر على ذلك انتقاءً، وتخليصًا، وإجادة وإتقانًا، وتكون البداءة بديوانه الكبير “جراب الأديب السائح”، وكل ذلك وَفق خِطّة علمية مُحكمَة.

وحذرت أسرة الشيخ الراحل من أي عملية نشر لمؤلفاته بدون إذن العائلة، قائلة: “أي نشر لهذا التراث المخطوط -والذي هو مذكرات شخصية للفقيه المرحوم- لن يكون إلّا من طرفهم، وبعد مراجعته، وحصول الإذن منهم خاصّة”.

وأردف البيان أن أسرة الفقيد تعلن أن “أي نشر غير مُتقيّد بما سَلف ذِكره سيُبِيح لنا متابعة القائم بذلك، متابعة قانونية قضائية، بما هو معمول به في محاكم المملكة المغربية الشريفة وغيرها من البلدان”.

كما أوضح المصدر ذاته أنه سيتمّ الاتفاق مع دار نشر علمية لتطبع جميع أعمال الفقيد، وذلك “حتى لا يضيع تراثه بين الناشرين وحتى لا يكون نُهبة للمنتهبين”.

وختم البيان بالقول: “إيمانًا منا بصدق وإخلاص الكثيرين من مُحِبّيه والعارفين بفَضله ونُبله، فإننا نؤكد على ضرورة التواصل العلمي بين أولئك وبين أولاد الفقيه، حتى نُحقّق وصيّته، ونكون من البَررة به؛ حيًّا ومَيّتًا، والله الموفق لما فيه الخير”.

والشيخ محمد بن الأمين بوخبزة “أبو أويس”، وحاد من أبرز العلماء المحدثين والمحققين في العلوم الشرعية بالمغرب والعالم الإسلامي، ألف عشرات الكتب والمجلدات والمخطوطات، كما تخرج على يديه مئات من طلاب العلم الشرعي من مختلف دول العالم، منهم علماء ودعاة.

وكانت مسيرة الشيخ حافلة بالعطاء العلمي والنضال السياسي منذ فترة الاستعمار إلى آخر لحظات عمره، فالراحل مارس الصحافة قبل استقلال المغرب وأصدر جرائد ومجلات سخرها لانتقاد سياسة الاستعمار الإسباني في التعليم واضطهاد الطلبة والتضييق عليهم وكاد بسببها أن يُسجن، قبل أن يتفرغ للكتابة والتأليف في العلوم الشرعية.

ويُعتبر من العلماء المشهود لهم بالإحاطة الواسعة بمحتويات خزائن الكتب العربية الإسلامية القديمة والحديثة، كما أمضى الشيخ زُهاء 53 عاما من حياته في الخطابة الدينية، كما أسس بوخبزة معهد الإمام أبي القاسم الشاطبي بتطوان لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه الذي يتخرج منه سنويا مئات الطلبة من حاملي القرآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *