مجتمع، منوعات

الهجرة إلى كندا .. حلم أصبح ممكنا للمغاربة

وفقا لدراسة جديدة قام بها مجلس المؤتمرات الكندي، تشير إلى أن كبرى المقاطعات الكندية تشهد شيخوخة أسرع ومعدلات مواليد أقل، مع التنبؤ بكون عدد الوفيات سيكون أكبر من عدد المواليد بحلول سنة 2028، وبناء على هذه المعطيات المستجدة، فتحتاج كندا إلى ثمانين ألف مهاجرا سنويا انطلاقا من هذه السنة.

كندا إذن تنظر إلى مسألة الهجرة نحوها، كحل عملي لزيادة تعداد السكان البالغ حاليا 38 مليون نسمة، وكحل واقعي لتعويض النقص في العمالة بسبب ارتفاع معدل شيخوخة السكان، وتراجع معدل الولادات، لأنه وفقا لأرقام حكومية من المتوقع أن يبلغ أكثر من تسعة ملايين نسمة سنة التقاعد سنة 2030.

تستعد كندا سنويا لاستقبال ملايين من المهاجرين في العقد الجديد، عبر عدد من برامج الهجرة المختلفة، وستساعد الخطط السياسية الجديدة للحكومة على تمهيد طريق الهجرة خلال سنة 2020، كما أنه من المتوقع أن تشهد سنة 2022 زيارة طفيفة، أي جلب حوالي 360 ألف وافد جديد.

وجدير بالذكر، أن وزير الهجرة واللاجئين الكندي ماركو مينديسسنو، مطلع هذا الشهر، أجل تقديم تقريره السنوي بشأن الهجرة لسنة 2019، من نوفمبر، إلى شهر مارس المقبل، بسبب الانتخابات الفيدرالية في 21 أكتوبر.

برنامج “لم الشمل” الكندي

من المتوقع أن تعلن الحكومة الفيدرالية عن برنامج “لم الشمل” أو ما يعرف ب PGP، بحلول شهر أبريل المقبل، لجلب 61 ألف مهاجر سنويا، بسبب ارتفاع عدد الطلبات، فضلا أن هناك وعود حكومية لإلغاء رسوم الجنسية الكندية، حيث تبلغ التكلفة الحالية 630 دولارا للشخص الواحد، التي وصفت من طرف الكثير من أصحاب الدخل المحدود بالمرتفعة، إذ من المتوقع في حال تطبيق القانون أن تشهد ارتفاع معدلات الجنسية نحو 40 في المائة بحلول 2024.

وتستعد كندا لاستقبال 67800 ألف مهاجر المرشحين لبرنامج المرشحين الإقليميين PNP، والذي يمثل زيادة قدرها 2 في المائة مقارنة بعامي2018 و2019 حيث استقبلت فيهما أكثر من ألف مهاجر.

وبحسب الاحصائيات فإن 80 في المائة على الأقل من المهاجرين يستقرون في المدن الكبرى، الامر الذي يأتي على حساب الجهاد المبذولة لتعزيز التنمية الاقتصادية في المدن الصغيرة والمجتمعات الريفية، مما جعل عدد من المقاطعات والأقاليم العمل على السعي لجلب المهاجرين إليها من خلال برنامج PNP .

وخلال سنة 2019، قامت الحكومة الفيدرالية بإطلاق مشروع الهجرة الريفية والشمالية التجريبية RNIP، الذي سينطلق هذه السنة، حيث ستستقبل كندا وافدين جدد، خلال البرنامج التجريبي.

وفي السياق نفسه، تعمل الحكومة الفيدرالية على تعزيز توزيع المهاجرين على نطاق أوسع عبر ما يعرف بسياسة “الأقلمة”، وفقا لما نشر في موقع canadanews24.

لماذا الهجرة إلى كندا؟

تعتبر كندا من بين أهم خمسين دولة عالميا في مؤشر جودة العمل والتعليم والمساواة والاستثمار، ومن بين التاسعة عالميا في التعليم والصحة والمعيشة، وفقا لأرقام التنمية البشرية السنوي للأمم المتحدة سنة 2016، كما أنها تعد الثالثة عالميا بتوفرها على بيئة صحية وفقا لدراسة قامت بها منظمة الصحة العالمية.

وتعمل الدولة الكندية أيضا على تحفيز الوافدين إليها على توفير الدعم الحكومي للضمان الاجتماعي للمهاجرين وأسرهم، فضلا على توفرها على أحسن الجامعات عالميا مع إمكانية الحصول على منح كاملة لتغطية كافة التكاليف، ومن أفضل هذه المنح منحكة مقدمة من الحكومة تبلغ قيمتها 50 ألف دولار كندي، ومنح زمالات banting، واعتمادها على مجانية التعليم الأساسي.

وبالحديث على مسألة الأمن، وهو المتطلب الأهم الذي يبحث عنه أغلب المهاجرين، فإن كندا تضع قيودا صارمة على استخدام الأسلحة النارية، واحتلت المرتبة الثانية عالميا في التسامح الاجتماعي والحريات الفردية، بناء على مؤشر ليغاتوم العالمي للرخاء سنة 2016.

تسهيلات الهجرة 2020

قامت الحكومة الكندية بتحديث الشروط التي يجب أن تتوفر في الراغب بالهجرة إليها والعمل فيها، من خلال الإعلان عن عدد من البرامج التي تسهل عملية الهجرة، منها ما يغطي مقاطعات ساسكاتشوان، بريتش كولومبياو وأنتاريو وغيرها.

من بين ما تحرص عليه هذه البرامج، ضرورة حصول الراغب في الهجرة نحو كندا على توصية من المنظمة الاقتصادية للمقاطعة، وعرض عمل ثابث بعدد ساعات لا تقل على ثلاثين ساعة مدفوعة الأجر أسبوعيا، مع الخبرة العملية في نفس المهنة لا تقل على 1560 ساعة في السنة.

وأيضا من بين ما تحرص عليه كندا، أن يكون الراغب في الهجرة إليها حاصل على الشهادة الثانوية أو مؤهل متوسط على الأقل، مع توفره على الأقل على خمس درجات في اختبار أيلتس كحد أدنى من اللغة، وإثبات نية العيش والاستقرار في المقاطعة أو المنطقة التابعة لها.

وفي إطار سياسة كندا لتسهيل الهجرة إليها، سعت الحكومة على اعتماد نظام يوفر الفاعلية والسرعة في الرد على طلبات الهجرة، عبر حساب عدد النقاط كمعيار للقبول، يعتمد في الأساس على حسن السلوك، السن، المستوى الدراسي، الخبرات العملية، اللغة، الحالة العائلية، اللياقة الصحية والبدنية، وجود قريب أو صديق بكندا، والقدرة على التأقلم.

وإذا استطاع الراغب في الهجرة من اجتياز كافة شروط الهجرة نحو كندا بنجاح، وفق نظام اكسبريس انتري Express entry يمكن آنذاك تحويل الإقامة المؤقتة إلى إقامة دائمة.

وعود بالعمل

يشير تقرير حديث للاتحاد الكندي للأعمال المستقلة بكون 433000 وظيفة شاغرة في القطاع الخاص لم يتم الإذن بالعمل فيها خلال سنة 2019، وتهم عدد من القطاعات كأساتذة الجامعات، والمحاسبون القانونيون، الطهاة والعاملون في مجال المطاعم والخدمات الفندقية، مهندسو الكمبيوتر والجيولوجيا والبيترول والكيمياء، عددا أخرى من المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *