أخبار الساعة، أدب وفنون

كتاب جديد لعادل بن إيدامو يرصد مظاهر التمايز الحضاري بين المغرب وتركيا

سعيدة مليح

عالج الباحث المتخصص في القانون الدولي والعلاقات الدولية عادل بن إيدامو، خلال كتابه الجديد، إشكالية إمكان المنظور الحضاري تشكيل وبناء الرؤية الاستراتيجية للأمن القومي، وأهمية الرؤية الحضارية للمجتمعات الإسلامية كالمغرب وتركيا في بناء تصوراتها للأمن القومي، وفقا لأسلوب التحليل المقارن، فضلا عن موقع المتغيرات الاستراتيجية الطارئة والمؤقتة من فاعلية المنظور الحضاري.

ويقع كتاب بن إيدامو في 300 صفحة، ترمي إلى الصياغة والتأصيل للمنظور الحضاري بأبعاده المعرفية والمنهجية، ليستقر به التداول نموذجا في البحث والتفكير والإدراك، من خلال تطوير محتواه وتشغيله وتفعيله في سياق مقارن بباقي المنظورات الوضعية في تحليل السياسة الخارجية والأمن القومي.

وأصل بن إيدامو، في كتابه للمنظور الحضاري، مع محاولة تسكينه في حقلي السياسة الخارجية والأمن القومي، و تطبيق ذلك على النموذجين المغربي والتركي، بالاستناد على المدركات الجماعية التي تشربها من أستاذه الدكتور سعيد خالد الحسن.

وخلص الكاتب إلى قدرة المنظور الحضاري على إجراء تقييم للحالة المغربية والتركية، حيث شكل التراكم في بناء المرجعية الحضارية للمغرب، في مقابل أن ميز التراكم المعاق التشكل الهوياتي التركي، وذلك لما تستند عليه استراتيجية الأمن القومي المغربي من تمثل واقعي لمرجعيته الحضارية الذي أكسبه العمق الحضاري وبالتالي القبول والإشعاع الحضاريين.

ويقول المؤلف إن كان ذلك في غير مستوى فاعلية النموذج الحضاري التركي، الذي تتهدده صدمة الهوية ونبوءة الدولة الممزقة، والتي تفسر ما يتوجب على تركيا القيام به من مراجعة الانسجام بين الهوية الأوروبية الأطلسية، والقدرة على إعادة إنتاج هويتها وموروثاتها الحضارية الخاصة.

ويضيف الكتاب التصور المغربي والتركي للأمن القومي، وعرض للخصائص الثقافية والسياسية والجيوسياسية للحالة المغربية والتركية بتحليل مسار العلاقات في ظل التوازنات الاستراتيجية العربية التركية، مع اعتماد رؤية استشرافية تبحث في الوسائل الاستراتيجية للسياسات الإقليمية من خلال التفاعلات المغربية التركية.

جدير بالذكر أن المدركات الجماعية، المقصود بها نسقا مفاهيميا يضبط الحركة الحضارية للجماعة السياسية من الماضي إلى المستقبل، إلى اكتمال تكونها المجتمعي، بما يكسب الجماعة السياسية الحضور من خلال البحث في عناصر الشرعية والفاعلية الحضارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *