مجتمع

أبوزيد: فرنسا تدرس تاريخنا في صفحة ونصف.. وإعلامنا لا يؤدي دوره (فيديو)

اعتبر الأكاديمي المغربي المقرئ أبو زيد الإدريسي، أن فرنسا تُدرِّس كل تاريخ المغرب في صفحة ونصف فقط في مقررات الباكالوريا، مشيرا إلى أن الإعلام المغربي لا يؤدي دوره فيما يخص وثيقة المطالبة بالاستقلال “11 يناير”.

وأوضح الأستاذ الجامعي المتخصص في اللسانيات، أن “المقرر الفرنسي الرسمي لا يُدرس إلا وثيقة المطالبة بالاستقلال ونداء القاهرة الذي وجهه علال الفاسي ربع ساعة قبل إلقاء القبض على الملك الراحل محمد الخامس والزج به في طائرة عسكرية سيئة التجهيز ونفيه إلى مدغشقر”.

جاء ذلك خلال مداخلة ألقاها أبو زيد في ندوة حول موضوع “ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.. قراءة في الدلالات والمآلات”، إلى جانب القيادي الاستقلالي امحمد الخليفة، يوم الخميس بمدينة القنيطرة، نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بتنسيق مع جمعيات من المجتمع المدني.

وأشار أبو زيد إلى أن مقرر التاريخ في أقسام الباكالوريا بفرنسا سنة 1983 على سبيل المثال، كان يتضمن 512 صفحة، ليس فيه إلا صفحة ونصف عن المغرب، نصف صفحة عن وثيقة المطالبة بالاستقلال لأنها أصلا قصيرة، وصفحة عن نداء القاهرة لعلال الفاسي، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث أن هذا الأمر “يشكل تقزيما للمغرب، لكنه من جهة أخرى هو دلالة على أهمية وثيقة 11 يناير، إذ لا يجد الفرنسيون شيئا يقدمونه لأبنائهم الذين يريدون احترام عقولهم وتعليمهم شيئا من الثقافة الصحيحة والحس النقدي، إلا بقديم وثائق لها قيمتها”.

البرلماني عن حزب العدالة والتنمية شدد على أنه “بالمقابل، لا نسمع في وسائل الإعلام المغربية أي تلاوة لهذه الوثيقة”، لافتا إلى أن “الإعلام الذي دوره أن يغذينا ويوعينا وينشئنا وفق التاريخ والهوية الصحيحين، لا يؤدي دوره بالتمام وأحيانا لا يؤدي دوره بالمرة”، حسب قوله.

وتابع الإدريسي قوله: “كل ما سمعته وأنا طفل من ضباب باهت ورسوم دَارِسة ومن إشارات محدودة ومحتشمة في وسائل الإعلام المغربية من تلفزة وإذاعة، لم يكن يشفي غليلًا ولا يوضح رؤيةً”، على حد قوله.

أبو زيد أشار إلى أن هناك 4 وزارات مهتمة ببناء الإنسان معنويا، هي وزارات الإعلام والثقافة والتعليم والأوقاف، مشددا على أنه “يجب عليها أن تؤدي دورها في إبراز هذه الوثيقة التي وقعها 66 شخصا من أجل المطالبة باستقلال المغرب”.

وكشف المتحدث أن “كل الكتب والوثائق التي كُتبت عن وثيقة المطالبة بالاستقلال كانت عبارة عن جهود فردية، ولا يوجد مطبوع رسمي أنفقت عليه الدولة أو الحكومة أو الوزارة”.

وأضاف قائلا: “يجب علينا استدراك هذا الأمر على الأقل بمثل هذه الفعاليات، رغم أن المحاضرات لا يمكن أن تنوب عن مقررات الدراسة”، حسب قوله في الندوة المذكورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *