أخبار الساعة، مجتمع

ألف كتبا وحاضر بالجامعات.. الباحث أيوب بوغضن يفارق الحياة عن سن الـ24 ومحبوه ينعونه (صور)

توفي الطالب الباحث أيوب بوغضن، صباح اليوم الأربعاء بالرباط، عن سن يناهز الـ24 عاما، بعدما قضى أسبوعين في حالة غيبوبة بقسم الإنعاش بمستشفى التخصصات إبن سينا بالرباط، إثر حادثة سير خطيرة تعرض لها، فيما ستُشيع جنازته بمسقط رأسه مدينة تيزنيت غدا الخميس.

وأيوب بوغضن هو باحث وكاتب ومحاضر رغم صغر سنه، حيث أصدر ثلاث كتب هي ”هموم تلميذ” سنة 2014 و”العمل الطلابي: تاريخ ومسار” سنة 2016، ثم ”تأملات” في عام 2017، وكان يحاضر بمجموعة من الندوات والملتقيات العلمية والأكاديمية خاصة بالجامعات، كما يداوم على كتابة مقالات بشكل مستمر.

وأثارت وفاة بوغضن حالة حزن في صفوف زملائه ومحبيه، حيث نعاه العشرات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فيما افتتح المجلس الجماعي لمدينة تيزنيت اجتماعه اليوم الأربعاء، بقراءة سورة الفاتحة ترحما على روحه.

والراحل هو من مواليد مدينة تيزنيت عام 1996، حيث حصل على شهادة البكالوريا شعبة العلوم الرياضية 2014، وعلى شهادة البكالوريا الثانية مسلك العلوم الإنسانية 2015.

وفي عام 2017 حصل على شهادة الإجازة في العلوم الاقتصادية بجامعة محمد الخامس بالرباط 2017، وهو طالب باحث في سلك الماستر تخصص ”الاقتصاد وتقييم السياسات العمومية” بكلية الحقوق أكدال بالرباط.

وكان أيوب بوغضن قيد حياته قياديا طلابيا، حيث شغل عضوية المجلس الوطني لمنظمة التجديد الطلابي وكاتبها المحلي السابق بالرباط، وعضو اللجنة التنفيذية للرابطة المغربية للأمازيغية، كما أنه ابن رئيس جماعة تيزنيت والبرلماني عن حزب العدالة والتنمية إبراهيم بوغضن.

ووفق مقربين من الطالب الراحل، فإن أيوب تعرض لحادثة سير بالرباط حين كان على متن دراجته النارية، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة لأسبوعين، قبل أن يفارق الحياة صباح اليوم، وسيُشيع جثمان الراحل ظهر غد الخميس بمقبرة الرحمة بتيزنيت، فيما ستُقام صلاة الجنازة بمسجد السنة.

وفور سماعهم نبأ وفاته، احتشد عدد من زملاء ومعارف بوغضن أمام مستشفى التخصصات بالرباط، فيما حضر إلى عين المكان قياديون بحزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح ومنظمة التجديد الطلابي، من بينهم عبد الإله ابن كيران وعبد الرحيم شيخي وحمزة إدام.

“حزن”

الكاتب بلال التليدي نعى الراحل بوغضن بالقول: “أيوب ترجل إلى لقاء ربه، رحل الشاب الشعلة، غادر دار الدنيا، رحل إلى لقاء ربه، مات الشاب أيوب بوغضن، إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وانا اليه راجعون، تعازينا لأبيه المناضل الشهم إبراهيم بوغضن”.

وقالت البرلمانية مريمة بوجمعة: “اكتسحت عبارات التعزية حائطي الفايسبوكي في وفاة الشاب أيوب بوغصن، وإن الإجماع الواسع حول مناقب الفقيد لبشرى لأهله وذويه على علو منزله عند ربه، رحمه الله رحمة واسعة وألهم أخينا إبراهيم وسائر أفراد أسرته الصبر والسلوان في وفاة فلذة كبده، وإنا لله وإنا اليه راجعون”.

كما علقت البرلمانية آمنة ماء العينين بالقول: لم الموت يفجعني أكثر من اي شيء آخر، رحمك الله أيوب ورزقنا جميعا الصبر في فقدانك، عزاؤنا فيك واحد أيها العزيز، أشعر بحزن وحسرة عميقين”.

وكتب نائب عمدة مدنية سلا عبد اللطيف سودو في تدوينة على فيسبوك: “الشاب الخلوق أيوب بوغضن، إبن الأخ إبراهيم بوغضن رئيس جماعة تزنيت، في رحمة الله. تغمده الله بواسع رحمته وألهم أسرته وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان.”

طه بنعلي زميل الراحل بوغضن قال: “الطيبون يرحلون تباعا، لا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا أيوب لمحزنون، ما عهدناك سوى مقاوما مدافعا عن قيم الحرية والعدالة والديمقراطية، إنا لله وإنا إليه راجعون”، فيما قال عدنان بن صالح: “إلى رحمة الله العزيز الخَلوق أيوب، نسأل الله لك حُسن الثواب والمغفرة. كل نفسٍ ذائقة الموت، وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموت”.

فاطمة الزهرة أخريف من قطر، علقت على وفاة بوغضن بالقول: “ما آن لحوادث السير أن تكف عن صيد الأرواح ببلادنا، الموت حين يخطف الأحباب يدمي القلب فكيف إذا كان الراحل من خيرة الشباب خلقا وعلما وأدبا.. أسأل الله أن يرزق أخانا أيوب بوغضن دارا خيرا من داره ويفيض عليه من رحمته ويلهم أسرته الصبر والسلوان.. وإنه خبر جد مؤلم ولا نقول الا ما يرضي ربنا، إنا لله وانا اليه راجعون”.

وكتب الطالب عبد الغفور الصالحي: “إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، عزاؤنا واحد في وفاة شاب طموح شغوف بالعلم والمعرفة متطلع إلى نهضة أمته ووطنه، رحم الله أيوب وجعل الجنة داره ومستقره، وألحقنا به مسلمين مؤمنين على صراط مستقيم”.

بدوره، قال أحمد الراشد وهو من زملاء الراحل بوغضن: “لله ما أعطى ولله ما أخذ، ولكن علاش الموت تتخطف منا غير خيرة الشباب، اليوم نودع شابا مثقفا وباحثا ومشروع مفكر، لن أقول لك وداعا صديقي وأستاذي أيوب بوغضن ولكن سوف أقول لك إلى للقاء.. وإنا لله وانا اليه راجعون”.

وأضاف: “لن أنسى الفترة لي شتغلت معك فيها فالعمل التطوعي والنضالي والفكري خليتني نغير بعض أفكاري الظلامية ونشوف الكون من زاوية أخرى، مغاديش ننساوك وغادي نرجع للمقالات والمداخلات ديالك بين الحين والآخر.. الله يصبر الأهل ديالك والأصدقاء وكل من يعرفك، فعلا صعيب الحال ومعرفت منقول”.

امبارك بنسالم، علق بدوره قائلا: “خبر نزل علينا كالصاعقة، صديق الطفولة و رفيق الدرب يغادرنا إلى دار البقاء، كان صديق من لا صديق له وأخ من لا أخ له، محبوب عند الصغير الكبير، أخلاقه يشهد بها البعيد قبل القريب، كان منبعا للأمل، كلما ضاقت بك الدنيا كان يعطيك جرعة أمل تكفيك لتعاود نظرتك للحياة، رحمك الله يا أيوب بوغضن أيها الصديق والأخ والجار، ستبقى خالدا في أذهاننا”.

يُشار إلى أن آخر ما كتبه الراحل بوغضن قبل أيام قليلة من وفاته، كان عبارة عن مقال بعنوان “خرج الحي من الميت”، جاء فيه: “يفرح الظالمون عادة بالانتصارات الصغيرة، ويتوهمون أن الدنيا كلها طوع بنانهم، ويتوهمون أن حيازة السلط (التنفيذية، التشريعية والقضائية، والإعلامية، والاقتصادية) من شأنه أن يغير الحقائق ويقلب الموازين ويعدل سلم القيم ويتلاعب بالمقاييس”.

كما جاء فيه: “نعم، قد ينجح الظالمون في توظيف سلطهم بطريقة بشعة، في ممارسة التعذيب النفسي والإيذاء الوجداني، ودفع الناس إلى الإحباط والياس. ومع ذلك، لن يفلحوا في إعدام من يحمل شارة “النصر”، ويؤمن بأن الانتصار على الظلم مسألة وقت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *