منتدى العمق

حوار مع صديقي القديم

دائما أحاول أن ابتعد عن التدوين في السياسية لأني ألاحظ أن الناس مازلوا لاصقون على الكراسي المتحركة جالسون و يفكرون يطمحون في أن يقودوا سفينة نوح للنجاة، رغم أنهم يعلمون يقينا أنهم بأفكارهم و سلوكهم و لهطتهم السبب في إعلان حالات الغرق و الانتكاس.

و الله لا أدري كيف أتحدث معك يا صديقي العزيز ماذا أقول لك هل بالخشيبات سنشرح و نتكلم معك، أم بالعلم و تطوره، افتح عينيك قليلا و معهم عقلك و قلبك، تدبر في حالة المدينة و الوطن، تدبر في المواطن و سلوكه اليوم، و سأل نفسك بهدوء هل لي مكان.

عزيزي إن المغرب اليوم يعرف تحول في نظام المحاسبة و العقاب، المبني على التطبيق الأسمى للقانون، ذالك لحماية ممتلكات الدولة و تحصين رأسمالها بغية تطويره في إطار نموذج ينتقل بالمغرب الى الامام، فهل أنت مستعد أم لازلت تقف على باب بون المازوط و رخصة البناء و سمسرة الأشغال و بيع و شراء في العقود و الوثائق، أم أنك تحلم بالماضي كما يحلم العرب بعودة الخلافة، أم أنك تريد الخلود في كرسي ملغوم الكثير خرج منه مسموم بعاهة الكسب الغير المشروع، فمن يقول عنه سارق و من يقول مارق، فهل أن مستعد لاتكون مواطن أم غير ذالك.

أما المواطن يا عزيزي فقد أصبح كالالة الحاسبة، يعرف و يعلم و يفهم كل شيئ، و انتقل من الصمت إلى الفضح عبر الفيس بوك و الواتساب، بل إنه أصبح يفرق بين البلطجي و المثقف، بين الفاسد و الامين، بين الحزب و الشركة، و لديه قدرة الاختيار و الاحتجاج و التنصيب و التنكيل، فأصبحت مجابهته مستحيلة على الذي منطلقات فهمه و سلوكه هي ضد المبادئ الجماعية للمواطن اليوم، لنا مثال في رئيس جماعة (الفقيه بنصالح)، يا عزيزي انت تفكر في الرشوة و هو يفكر في فضح المرتشي و تطبيق القانون، أن تفكر في الفساد و هو يفكر في إدخال المفسد للسجن و اللائحة طويلة و عريضة.

صديقي العزيز ان النصيحة واجبة شرعا، و هي لا تبطل المحبة و الصداقة، بل على العكس تقويها، لأن لولا المحبة لما تقدمت بالنصح لك، البس طقية الاخفاء وتسلل لشوارع و أسأل عن الحال أهل العلم و الصواب، و اسئل عن مكانك بينهم و تقبل الأمر، لا تحس بالإحباط و لا بالغرور، بل تسلح بالثوبة و المصالحة فإنهما شرطان أساسيان للعودة من الظل بشرط الالتزام بعدم المشاركة و الاكتفاء بالنصح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *