وجهة نظر

هكذا نحارب كورونا من داخل منازلنا

قبل كورونا، كثيرون كانوا يسخرون من ”البيتوتيين“..

الآن بتنا جميعا نزلاء ببيوتنا حتى نفوت الفرصة على فيروس كورونا المستجد، الذي غزا الكوكب الأزرق، وخلف وراءه ضحايا كثر..
وكنت سألت أعضاء بصفحتي الفيسبوكية المتواضعة عما يمكن أن نفعله في منازلنا لنعزز هذا الصمود؟..
وسألخص في هذا المقال السريع مجمل المقترحات لتيسير الاستفادة منها..

يتعلق الأمر بتنظيم جدول/روتين يومي وكأنه يوم عمل عادي، حيث يبدأ الشخص في تنفيذ تمارين رياضية بسيطة داخل البيت تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وإظهار قيمة تلك الحركات للأطفال..
وعندما تنتهي الحصة الدراسية عن بعد، يساعد الآباء أطفالهم على فهم الدرس وتحبيبه لهم، على أن يكون الآباء نشطوا عقولهم بقراءة ما تيسر من كتب..
من يخوض تجربة حفظ آيات كتاب الله تعالى، فليجتهد في ذلك، فالطاقة الروحية لا غنى عنها في فهم الكون والتزود له بالطاقة اللدنية من الخالق تعالى..
على أن يخصص للأطفال زمن لحفظ ما تيسر من آيات كريمة، إلى جانب تشجيعهم على قراءة القصص والكتب التي يحبون..

والقصص والكتب تساعدهم على التحليق خارج أسوار البيت في عوالم لذيذة مليئة بالترفيه والحكم..
الترفيه يجب أن يكون جزءا لا يتجزأ من هذا البرنامج اليومي، من متابعة أفلام أو مسلسلات جميلة، أو الاستماع لأغاني تساعد المرء على نسيان الواقع الصعب.. وشخصيا لا أفضل المسلسلات لطولها، لكن بعضا منها يستحق لأنه مفيد، والمسألة أذواق..
من أحب المسلسلات إلى قلبي، التاريخية منها، وخاصة مسلسل ”عمر“ الذي أنجز تحت إشراف لجنة علمية متخصصة، فخرج إلى الوجود رائعا من ناحية التوثيق العلمي للأحداث.. كذلك مسلسل ”التغريبة الفلسطينية“ الذي أُعده من أروع المسلسلات التي أنجزت في تاريخ السينما والتلفزيون العربي..

ومن المسلسلات المحببة إلي”ابن حنبل“، و“عمر بن عبد العزيز ”.. وهناك مسلسلات أستمتع بإعادة مشاهدتها مثل ”يوميات مدير عام“ من بطولة الرائع أيمن زيدان، ومسلسلات ”ليالي الحلمية“ و“حسن أرابيسك“.

أما ”رأفت الهجان“ فأشاهد من حين لآخر بعض حلقاته لتذكر أيام الطفولة ليس إلا، فكمية المعلومات الكاذبة المدلسة به لا حصر لها..
أيضا الجلوس في البيت فرصة لتعلم لغات جديدة عن طريق يوتيوب والمواقع الإلكترونية.. وكثيرة هي تلك الدروس الرائعة المفيدة..
كما أن اليوتيوب يضم برامج تعليمية للأطفال تعتمد الترفيه وإيصال المعلومة، وهي مهمة جدا، وشخصيا يعجبني كثيرا برنامج لتعليم الإنجليزية للأطفال بعنوان ”ستيف آند ماغي“، ولي معه قصص طريفة..
الزميلة الفاضلة نجود اقترحت أن يبادر الآباء لإبداع ألعاب مع أطفالهم ومشاركتهم في تنفيذها، ومن بينها ألعاب رياضية لتعزيز نشاطهم ومحاربة تسلل الكسل إلى أجسادهم، وتغيير نفسياتهم المتعبة بأخبار كورونا..
إلى جانب ذلك، يتعاون الجميع على كتابة قصص، وتشجيع الأطفال بكل السبل على تنمية معلوماتهم وتقوية ثقافتهم العامة..
أما العزيز عبد القادر، فقد اقترح أن يستمر النظام كما كان عليه قبل كورونا، فبعد الإفطار مباشرة يؤدي الجميع الصلاة جماعة، مع الحفاظ على أذكار الصباح، ثم يجد الجميع في الدراسة عن بعد أو الحفظ مع ترك حرية أكبر للأطفال.. بعد الغذاء وأخذ قسط من الراحة أو اللعب، يشمر الأطفال على ساعد الجد، وينخرطون في مراجعة الدروس أو إنجاز التمارين، على أن يواظبوا على أداء الصلوات مع الأذكار.

ثم بعد العشاء، تترك الحرية لهم لمزاولة هواية خاصة بهم من لعب أو قراءة قصص…إلخ. وحتى خلال نهاية الأسبوع، لا يجب أن يكون البرنامج مجرد لعب ولهو، بل لا بد من الاحتفاظ بشيء من الجدية بحسب درجة اجتهادهم خلال أيام الأسبوع في حفظ ومراجعة دروسهم.
أشياء كثيرة بالإمكان إبداعها لتعزيز صمودنا جميعا داخل البيوت، فما ورد في هذا المقال مجرد دعوة للتفكير الجماعي في ما يمكن فعله لتحقيق ذلك الهدف..

فما هي مقترحاتك أنت؟

على أمل أن يعجل الرحمن الرحيم بكشف هذا الابتلاء، وينزاح ثقل كورونا عن الصدور، وتعود المياه إلى مجاريها..
حينها لا يجب أن يكون وضعنا بعد كورونا كما كان قبله، بل يجب أن نستفيد من الدروس وما أكثرها.. حفظ الله الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *