سياسة

الغلوسي: كورونا كشفت الوجه القبيح لليبرالية.. والدول تركت دورها الاجتماعي

قال المحامي والناشط الحقوقي، محمد الغلوسي، إن أزمة كورونا كشفت “عن الوجه القبيح لليبرالية المتوحشة وأكدت لمن يحتاج إلى تأكيد أنها لن تشكل مستقبل البشرية ولن تخلصها من المعضلات الاجتماعية والاقتصادية”.

وتابع الغلوسي أن “أزمة كورونا تعيد الإعتبار للمثُل والقيم الإنسانية الإيجابية من تضامن وتآزر والإستعداد للتضحية لإنقاذ الناس من الموت، وفي مقابل ذلك، قد بينت كيف أن الإتحاد الأوروبي كتكتل اقتصادي رأسمالي قد تخلى عن كل شعارات الثورة البورجوازية وترك دوله تواجه المصير لوحدها وبدا واضحا تفككه الواقعي في انتظار تفككه المؤسساتي والقانوني في المنظور القريب”.

وأضاف في تدوينة له على حسابه “فيسبوك”، أن هذه الأحداث أكدت على “تخلي الدولة في شكلها الليبرالي الحالي عن دورها الإجتماعي واستهدفت كل المكتسبات من تقاعد ودعم اجتماعي للطبقات الإجتماعية الهشة وتجميد للأجور وضرب للخدمات والقطاعات العمومية وغيرها، كما انهكت بسياساتها المعادية للطبقات الشعبية قطاع التعليم والصحة وظهرت أزمة هذا الأخير بشكل مكشوف خلال هذه المحنة”.

وأوضح رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن ما تواجهه إيطاليا وإسبانيا وفرنسا “خير نموذج على تهاوي دور الدولة الاجتماعي مقابل حماية خاصة لأصحاب الرأسمال وأرباب العمل”، وفق تعبيره.

وأضاف أن المرحلة التي نعيشها الآن “بينت حصول قطيعة نهائية مع الدور الوطني للبرجوازية في أوروبا وأمريكا، إذ تخلت الطبقات الحاكمة في هذه الدول عن كل الشعارات التي أسست لمرحلة التنوير ومبادئ وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحولت النخب المتنفذة السياسة والعلاقات بين الدول إلى سمسرة وتجارة مربحة”. 

وختم تدوينته بالقول: “في عمق هذه التحولات وفي خضم هذه الأزمة الوبائية، يبدو أن هناك توجها جديدا قيد التشكل يعيد الاعتبار لدور الدولة الإجتماعي ولقيم التضامن والمساواة والكرامة، يمكن أن يساعد على تراجع الدور الهيمني للرأسمال المتوحش وينقل مركز النفوذ والقوة والسلطة إلى محور الشرق الذي يبدو أن الصين مؤهلة لقيادته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *