مجتمع

عائلات المغاربة المتوفين بألمانيا .. بين لوعة الفراق وغدر شركات التأمين

تعيش العديد من العائلات المغربية بألمانيا، التي فقدت أحد أفراد أسرتها، وخاصة من كبار السن الذين أوصوا بدفنهم في المغرب بعد مماتهم، مشاكل حقيقية وذلك بعد قرار المغرب إغلاق حدود الجوية والبحرية مع جميع دول العالم إثر تداعيات فيروس كورونا المستجد، حيث وجدوا أنفسهم في وضع سيء جدا بسبب ألم فقدان أحبائهم وبسبب الخسائر المادية التي يتكبدونها جراء ذلك.

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر جمعوية من ألمانيا، أن عددا من المغاربة بألمانيا كانوا قبل مماتهم منخرطين في شركات تأمين مغربية من أجل التكفل بنقل جثثهم إلى المغرب ودفنها بعد مماتهم، حيث يدفعون مقابل ذلك اشتراكات سنوية تفوق 100 أورو، غير أنه بعد أزمة كورونا تم التخلي عنهم، وهو ما يكلف أسرهم هناك مبالغ مالية باهظة من أجل حفظ جثثهم في ثلاجات المستشفيات.

وأوضحت في تصريحات لجريدة “العمق”، أن شركات التأمين المغربية تتهرب من مسؤوليتها في نقل المتوفين ولم تبذل أي مجهود للتواصل مع السلطات المغربية من أجل تنفيذ رحلات استثنائية نحو ألمانيا بهدف إرجاع المتوفين إلى أرض الوطن ودفنهم بالمقابر التي أوصوا بها، خاصة وأنهم كانوا يدفعون اشتراكات سنوية هامة من أجل تحقيق حلم الدفن بوطنهم الأم، مبرزا أن من هؤلاء من كان يدفع لشركات التأمين منذ 5 عقود.

وشددت على أن تخلي شركات التأمين المغربية عن واجبها أدخل أسرا مغربية في مآزق حقيقية، وباتت مهددة بتشتت أواصر الأخوة بين الأسر وذلك في ظل إصرار بعض أفراد عائلات المتوفين بالمغرب على جلب أحبائهم لدفنهم بالمغرب استجابة لوصية الراحلين وعدم دفنها بألمانيا، حيث توجد الآن العديد من الجثث لمتوفين مغاربة في الثلاجات بانتظار أي أمل لترحيلها نحو المملكة.

وأشارت إلى أن أحد أفراد الجالية يدفع زهاء 60 أورو يوميا من أجل حفظ جثة أمه في ثلاجة المستشفى بانتظار ترحيلها إلى المغرب وذلك بعدما رفض أهله بشدة دفنها بألمانيا مهددين إياه بأنهم “مغديش يعرفوه ولا يعرفهم” إذا قام بدفنها هناك، مشددة على أن هذا الأمر بات يشكل أرقا كبيرا لمغاربة ألمانيا ممن فقدوا أحبتهم، خاصة وأن التأخير في دفن الجثث يسبب لهم آلاما نفسية مضاعفة.

وانتقدت غياب أي تفاعل رسمي مع شكاوي مغاربة ألمانيا، مبرزا أن السفارة ببرلين تخبرهم بأنها تنقل مطالبهم إلى الرباط دون أن تتلقى أي رد لحد الساعة، داعية إلى العمل على تسيير رحلات خاصة من أجل نقل تلك الجثث التي أوصت بدفنها في المغرب وانخرطت في شركات التأمين لسنوات بهدف تحقيق أمنيتها الأخيرة، مطالبا الاقتداء بالتجربة الجزائرية والتركية التي فتحت خطوطا جوية مباشرة لنقل جثث مواطنيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *