سياسة، مجتمع

في عز “كورونا”.. “اختلالات” بالجملة بالمستشفى الجامعي بمراكش (فيديو)

CHU Marrakech

دق مجموعة من الأطر الصحية بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، ناقوس الخطر حول سلامة العاملين بالمركز وكذا المرضى، مشددين على أن المؤسسة الصحية المذكورة “تعيش اختلالات خطيرة”، وأن “الأطر تشتغل في وضعية غير صحية”، كما اشتكوا “الزبونية والفساد في تدبير بعض الملفات”.

معلومات موثوقة حصلت عليها جريدة “العمق”، أشارت إلى أن عاملين في مصالح “بعيدة” عن الإصابة بفيروس “كوفيد19” استفادوا من الإيواء في فنادق خمسة نجوم، فيما تم “حرمان” مجموعة من الأطر الصحية التي تعمل في مصلحة المساعدة الطبية المستعجلة التي تعد خط التصدي الأول لانتشار فيروس “كورونا” المستجد، وفي كذلك في قسم مقاومة الصدمات بمستشفى ابن طفيل بمراكش وهو القسم المسؤول على إنعاش المرضى في وضعية خطرة بما فيهم المصابين بفيروس “كورونا”.

مصدر مطلع أفاد في حديث لجريدة “العمق”، أن الأطباء اضطروا إلى اقتناء نظارات من محلات عقاقير من أجل استخدامها للوقاية من فيروس كورونا، رغم أنها نظارات تخص مهن النجارة وما يشبهها وليس طبية، وأرجع سبب ذلك إلى “عدم توفير” الإدارة للطاقم الصحي المعدات الضرورية لذلك.

اعتصام مناشدة للولاية والوزارة

نائب الكاتب العام للمكتب النقابي الموحد للمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش عماد سوسو، والذي يشتغل طبيبا في قسم مقاومة الصدمات بمستشفى ابن طفيل بمراكش، اشتكى في تصريح لجريدة “العمق” على هامش اعتصام نظم اليوم الثلاثاء بالمستشفى، من عدم توفر الطاقم الصحي حتى على أبسط معدات النظافة مثل الصابون والمعقمات، مشيرا إلى أن الأطر تضطر إلى استعمال الكحول الطبية من أجل التعقيم وهو ما ينعكس على صحتهم بإصابتهم بحساسيات جلدية.

وناشد المسؤول بالمكتب النقابي المنضوي تحت لواء الجامعة الوطنية للصحة، والي جهة مراكش آسفي ووزير الصحة بالتدخل العاجل من أجل “إنقاذ جنود الصف الأول في أرض المعركة ضد كوفيد”، وكذا لـ”معالجة الاختلالات التي يشهدها ملف إيواء الأطر الصحية”، وتوفير المواد والأدوات اللازمة لحماية العاملين في المستشفى الجامعي محمد السادس.

وتساءل المتحدث عن “المسؤول على تسيير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، ودوره في معالجة الاختلالات”، وكما تساءل عن الطريقة التي تم بها توزيع الأطر الصحية على الفنادق ومراكز الإيواء المخصصة للتصدي لجائحة “كورونا”.

رمي الأطر الصحية إلى التهلكة

مراسلة من النقابة المذكورة إلى مدير المركز الاستشفائي محمد السادس، اعتبرت أن الإدارة “رمت بالأطر الصحية إلى التهلكة”، وانتقدت بشدة ما اعتبرته “العشوائية الكبيرة في تدبير الصيدلية المركزية مما تسبب في سوء توزيع المستلزمات الطبية لحماية الأطر الصحية وغيابها في بعض المستشفيات التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش مما قد يؤدي لهلاك الأطر الصحية وذويهم”.

وأضافت المراسلة التي تتوفر “العمق” على نسخة منها، أن الإدارة “تخلت” عن أدوارها بـ”غيابها المستمر وعدم تواصلها مع الأطر الصحية في هذه الظرفية”، موضحة أن هذا “ظهر جليا في تدبير ملف السكن والنقل للأطر الصحية العاملة على جبهات المواجهة الأمامية مع الوباء”.

واتهمت المراسلة التي وجهت نسخة منها إلى كل من ولاية جهة مراكش آسفي ووزارة الصحة، إدارة المستشفى الجامعي بـ”الإرتجالية في تحديد مسارات المرضى COVID19 أو المشكوك في إصابتهم داخل مستشفيات المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش”.

كما اعتبرت أن تدبير الموارد البشرية يشهد “فوضى” في هذه الظرفية الاستثنائية “خاصة في ما يخص الرخص المرضية والملفات الطبية التي أصبح البعض يستغلها للتهرب من العمل في هذه الظروف العصيبة التي يمر منها الوطن”.

وانتقدت الأطر الصحية في الوثيقة ذاتها “غياب التنسيق بين المديرية الجهوية والمستشفى الجامعي بمراكش حول تدبير وباء كوفيد19″، وكذا “اختيار الإدارة للحلول الترقيعية معرضة حياة المرضى و الأطر الصحية للخطر من أجل إعادة فتح بناية ابن طفيل المغلقة منذ أكثر من سنتين والاستمرار في تضييع الوقت بدل البادئ في تركيب المصعد وحل المشكل بطريقة”.

“سوء” معاملة مرضى “كورونا”

ويذكر أن مقطع فيديو لمريض مصاب بفيروس “كورونا” يتلقى العلاج بمستشفى محمد السادس بمراكش، كشف “غياب الرعاية والاهتمام” بالنسبة للموضوع في الحجر الصحي بالمستشفى المذكور.

وقال صاحب الفيديو، إنه تلقى في بداية الأمر تعاملا ممتازا حينما كان في مركز صحي بحي المامونية وسط مدينة مراكش وذلك في انتظار توصل الطاقم الطبي بنتائج التحليل بشأن حالته.

وأضاف أنه بعد تأكد إصابته بالمرض، تم نقله إلى مستشفى محمد السادس، حيث انطلقت معاناته منذ وصوله إلى المستشفى، إذ تم وضعه في سرير كان مريض قد غادره لتوه وما زال يحمله أثره بما فيها نفاياته.

وأشار إلى أن معانته انطلقت منذ ذلك الحين، حيث تم منعه من الحمام ومن مغادرة غرفته، مبرزا أنهم منحوه إناء بلاستيكيا من أجل التغوط، ومنعوا عنه الماء المعدني الخاص بالشرب، معددا في الفيديو كثيرا من تفاصيل معاناته.

وختم المريض حديثه بالبكاء، حينما قال إنهم منعو عنه الإناء البلاستيكي الذي كان يتغوط فيه، وأجبروه على التغوط أمامهم عاريا في صندوق كان بغرفته، مرددا بقوله وهو يذرف الدموع: “ردوني حمار”.

إدارة المستشفى توضح وتتجاهل

وبعد الجدل الذي أثاره مقطع فيديو المذكور، خرج المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش عن صمته، واعتبر أن “بعض مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت أخبارا مغلوطة”، وقدمت الإدارة توضيحات تخص وضعية المرضى عموما وتجاهلت في توضيحها الحديث عن الفيديو المذكور.

وقالت إدارة المستشفى في بيان توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إنها “تؤكد إدارة المركز الاستشفائي على كل المجهودات المبذولة من طرف كل العاملين و ذلك للسهر على راحة المرضى مع توفير كل الوسائل المتاحة حسب ما هو مسطر من طرف وزارة الصحة وما هو معمول به للتكفل بهده الحالات”.

وأوردت الإدارة أن “كل مريض له غرفة مجهزة وبها مرحاض داخلي والأفرشة الضرورية لتوفير سبل الراحة الممكنة علما أن كل المصالح المخصصة لاستشفاء هذه الحالات توجد بمستشفى الرازي الذي بدأ الاشتغال به سنة 2014 و يتوفر على بنية تحتية حديثة سواء من حيث الأسرة، الأغطية أو المعدات وكل المرافق الضرورية”، على حد تعبيرها.

وأضافت إدارة مستشفى مراكش أن خدمة إطعام المرضى “مفوضة لشركة متخصصة في هذا الميدان وأن الأطقم المتخصصة في علم التغذية هي التي تسهر على بلورة قائمة الوجبات حسب الحاجيات الملائمة لحالات المرضى أخدا بعين الاعتبار الجانب الصحي، وأنه يتم توزيع الوجبات في الوقت المحدد في دفتر التحملات”.

وختمت إدارة المستشفى بيانها التوضيحي، دون الحديث عن فيديو المواطن المغربي المقيم ببريطانيا الذي اشتكى الإهمال، بالتأكيد على “أن المستشفى يبذل كل الجهود المتاحة لتحسين ظروف التكفل بالمرضى مع توفير كل الوسائل لذلك، مع الحرص على توفير سبل الراحة أخدا بعين الاعتبار طبيعة المرض لمساعدتهم على اجتياز هده المحنة خاصة فيما يتعلق بالجانب النفسي لكون المريض يعاني من العزلة بمفرده داخل الغرفة و لمدة طويلة وهذا في حد ذاته يزيد من توتر المرضى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *